انطلقت «قمة العلا العالمية» في دورتها الأولى التي تجمع أبرز رواد علم الآثار والتراث الثقافي وتتضمن أربعة محاور هي «الهوية، ومشهد الآثار، والمرونة، وإمكانية الوصول» وتهدف إلى تعزيز مختلف عوامل الجذب التاريخي والجغرافي والتراثي وتفعيل الشراكات مع المنظمات الدولية، مما يؤكد ريادة المملكة في مجال التراث العالمي.

تشكيل الهوية

تحدثت أستاذ التاريخ القديم - قسم التاريخ – جامعة الملك سعود، فتحية عقاب، قائلة: «تحتضن أرض المملكة العربية السعودية عدة مواقع تاريخية وأثرية ضاربة في أعماق التاريخ، تؤكد مدى تقدم وتحضر الإنسان الذي عاش على أرضها في العصور القديمة، وتؤكد مشاركته في البناء الحضاري للحضارة الإنسانية. وتعد العلا من أهم المواقع الأثرية التي احتوت على آثار متنوعة تكشف معالمها عن مجتمع متكامل التكوين في مختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعن دوره الفعّال في محيطه الجغرافي، والمؤثر في صنع الأحداث والمتغيرات الإقليمية بين الحضارات المعاصرة والمجاورة له، مما أهلها أن تكون أول موقع سعودي يتم إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

تكمل «عقاب» وفي ظل هذه الأهمية أسس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من منطلق ورؤية 2030 الهيئة الملكية للعلا، لتكون الجهة المخولة لجعل «العلا» وجهة سياحية عالمية، وفي سبيل ذلك شهدت العلا حراكًا متنوعًا على المستوى الثقافي والعلمي والاقتصادي، والاجتماعي. وتعد هذه القمة العالمية للآثار المنعقدة في 13-15 سبتمبر خطوة جديدة لانطلاق العلا نحو العالمية، فهي منصة حوار وتبادل المعرفة بين علماء الآثار والتراث الثقافي، تسعى إلى عدة أهداف من أهمها:

التعريف بما نمتلكه من آثار مهمة وأثرها في تشكيل هويتنا. تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العالمي ومناقشة السبل لتحقيق ذلك، وتعزيز الجهود لحماية التراث المادي وغير المادي وإدارته بشكل مستدام، وتوظيف التكنولوجيا والتقنيات المتنوعة في الوصول إلى الماضي وجعله متاحًا للجميع.



جسور مشتركة

أكد أستاذ آثار الجزيرة العربية، خليل البراهيم، قائلا: «إن هذه الدورة الأولى للقمة التي تعد أهم ملتقى عالمي يعنى بالآثار والتراث، ولا شك أن عقد هذه القمة وحملها اسم العلا وإقامتها في أحضان المحافظة التي تعد عاصمة من عواصم التراث الإنساني بما تحويه من مواقع أثرية وتراث طبيعي يضيف بعدًا عالميًا لهذه القمة، والتي سوف يحضرها عدد كبير من علماء الآثار والتراث والبيئة القديمة وقانونيون وإعلاميون من مختلف دول العالم».

وعي عالمي

يضيف البراهيم «إن أهمية عقد هذه القمة وعلى هذا المستوى العالمي يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بالآثار، والذي يحظى بدعم كبير من قيادة المملكة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس الهيئة الملكية لمحافظة العلا، هذا الدعم انعكس على مستوى الاهتمام بالآثار والتراث الوطني. ولا شك أن عقد مثل هذه القمة والتمثيل العريض للعلماء من مختلف دول العالم يؤكد ريادة المملكة في مجال التراث العالمي والتي تضاف لريادتها في مختلف المجالات. ونتطلع أن تسهم هذه القمة العالمية في بناء توجهات ومشاركات في توجهات العمل في مجال التراث العالمي، وسوف تصب مخرجات هذه القمة في رفع الوعي العالمي في مجال حماية التراث العالمي والمحافظة عليه، وبناء جسور مشتركة بين علماء الآثار في مناطق العالم المختلفة».

أهداف القمة

- تأكيد حضور العلا ضمن خريطة أهم المواقع التاريخية في العالم.

- التوصل إلى رؤى مشتركة وحلولٍ مستمدة من التراث الثقافي.

تفعيل الشراكات مع المنظمات الدولية ذات الصلة بقطاع الآثار.

الارتقاء بعلم الآثار والتراث الثقافي، والنهوض به.

زيادة الاكتشافات الأثرية وتفعيلها في جميع أنحاء العالم.

تعزيز مختلف عوامل الجذب التاريخي والجغرافي والتراثي في العلا.