نشرت وكالات الأخبار العالمية مؤخرًا خبرًا علميًا تمت صياغته بعدة عناوين مثيرة للجدل.. في معهد وايزمان للعلوم الإسرائيلي، نجح فريق علمي بقيادة الدكتور يعقوب حنا في الوصول إلى نموذج «مشابه» لجنين الإنسان في عمر 14 يومًا.

بعض الوكالات وصفته بأنه نجاح لأول جنين (صناعي/ Synthetic) في العالم من خلية واحدة، وبدون بويضة وحيوان منوي! القصة بدأت منذ عام 2013 بتجارب جنينية على أجنة الفئران، حتى وصلت إلى تطوير طريقة لإعادة برمجة الخلايا الجسدية لتعود إلى قدرتها السابقة على الانقسام والتمايُز الخلوي بمعنى إنتاج خلايا مختلفة عن الخلية الأم في التركيب والوظيفة.

ما الذي فعله العلماء بالضبط؟ وهل يصدق عليه وصف الجنين الصناعي؟ الخلية الجسدية العادية تستطيع أن تعطي خلية مشابهة لها فقط في الشكل والوظيفة، ولكن من خلال تقنية برمجة الخلية استطاع الفريق أن يعدلوا من قدرتها، وكأنهم أعادوا ضبط عقارب الساعة على الوراء، والعودة بالخلية إلى مرحلة الخلية البسيطة (Naïve cell)، التي لديها القدرة على إنتاج كل أنواع الخلايا الأخرى.

بدأت التجربة بـ120 خلية، تم وضعها في بيئة محكمة، وتم استحثاثها كيميائيًا على النمو والأقسام، استطاع 1% فقط من مجموع الخلايا أن ينمو ويتشكل على صورة نموذج مشابه، وليس مطابقًا للجنين الإنساني عند عمر 14 يومًا، يقول الدكتور يعقوب ما فعلناه هو أننا تركنا الخلية البسيطة تسير باتجاه النمو وتكوين الجنين، إذا استعمال كلمة صناعة هنا خطأ كبير، حيث إن ما حصل هو تعديل لبنية الخلية الحية الموجودة أساسًا وليس إيجادًا من العدم.

يرى العلماء أن هذا الإنجاز سيفتح الباب أمام دراسة الجنين في فترة كانت تعتبر صندوقًا أسود لا يمكن فتحه، وهذا بالطبع سيساعد في تطوير تقنيات التلقيح الصناعي خارج الرحم، وتلافي المشاكل التي تؤدي إلى فشل عملية التلقيح أو الانغراس في الرحم لاحقًا، كذلك دراسة تأثير الأدوية على تكون الجنين ونشوء الأمراض الوراثية، أما الذين في قلوبهم مرض فيسعون إلى استغلال العلم، بفهمهم المعوّج، في سِجالهم ضد الأديان، وإثبات أن الحياة لا تحتاج إلى خالق!.