ما أن تمر على مسامعنا كلمة «فيضانات»، نتذكر الحدث الذي قضى على الحضارة الإنسانية برمتها!. في كتاب مختصر حضارات العالم ناقش الباحث شريف سامي الحقيقة التائهة والغامضة في عبق التاريخ عن قصة الطوفان العظيم.

المكان كل أرجاء البسيطة..

الزمان سبعة الآف سنة قبل الميلاد...

هدوء تام يغطي كوكب الأرض مع نهاية يوم طبيعي. وفي منتصف الليل أعطت الأرض إنذارها الأول، وبدأت السماء تلمع بالبرق وترجف بالرعد، والأرض تهتز وكأنها تميل من محورها. وحدثت الكارثة الكونية التي ربطتها الديانات والثقافات المتعاقبة بقصة نبي الله «نوح» عليه السلام. فنجد هذا الحدث محفورًا في ذاكرة العديد من الحضارات الإنسانية المختلفة. على سبيل المثال نجده في ملحمة «جلجامش» بلاد ما وراء النهرين، وفي قصص شعوب «المايا» و«الكيتشي» في أمريكا الوسطى، كذلك في روايات قبائل «كانياري» في أمريكا الجنوبية، كذلك في الأساطير اليونانية والهندوسية والميثولوجيا الاسكندنافية.

والأهم من هذا السرد، وفي ليلة البارحة رأيت في المنام فتاه تحمل في يدها ملحمة روائية وهي تهمس لي وتقول إن هذه «ملحمة الأخدود» التي طمرها الطوفان العظيم. ثم بدأت بفتح الصفحات الأخيرة من هذه الملحمة وهي تقول عجبًا منكم يا أهل هذه المدينة، ألا تتعظون من الأمم التي سبقتم. أصبح الوادي العريض مطوق بالشوارع والمباني السكنية. ثم رمت بالملحمة من يدها بين يدي. ولم يتركني الفضول لمعرفة الفتاة ومن أين أتت. فسألتها: من أنتِ يا بنت؟

فقالت أتيتكم من مدينة «درنة» الليبية التي فقدت آلاف من البشر بسبب عدم وعيهم بخطر البناء في مجاري الأودية. ألا تعلمون أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يقول «إياكم والجلوس في مجاري الأودية».

عزاؤنا لإخواننا في ليبيا في مدينة «درنة» ونسأل الله أن يرفع عنهم البلاء ويحفظ وطننا الغالي من كل شر.