في السابق كانت الملاحق في الصحف تعج جنباتها بمحتوى من يتجه باتجاه واحد فقط وهو الوطن، واليوم ما أن يبدأ بزوغ شهر سبتمبر حتى تعج كل الوسائل وتستنفر كل الجهات لكي تتوشح بألوان بيرق العز. فالوسيلة اختلفت والمحتوى تنوع والهدف بقي صامدًا بصمود هذا الوطن المعطاء. والتطور الهائل في تقنيات التواصل والإعلام ساعد وساهم بشكل كبير على ابتكارية المحتوى وتنوع أطيافه. إضافة إلى جيل أصبح يتفنن في الإبداع والهروب من اعتيادية الصندوق.
هذا التنافس العظيم شاهدته واستشعرته فقط في مجال تجاري رأسمالي صرف حيث تتنافس المؤسسات والجهات والشركات التجارية على تقديم أفضل فكرة إبداعية من خلال إعلان تجاري يبث بين شوطي نهائي كرة القدم الأمريكية «سوبربول» وتدفع ملايين الدولارات لهذه القنوات لبث الإعلان في أهم فترة خلال المباراة النهائية.
واليوم في مملكة الولاء والانتماء وبالفكرة نفسها وبلا مكسب مادي تتنافس الجهات بمختلف توجهاتها ومجالاتها على الإبداع في محتوى مكتوب ومرئي ومسموع على الظفر والفوز بعقول وقلوب المتلقين وللتعبير عن حب الوطن وعلى تعزيز صورتها الذهنية لدى المجتمع. أفكار تتجدد وكل سنة يثرون بها المحتوى الإبداعي الذي يكسو شبكات التواصل بكل عزة وشموخ حيث يقال للمحسن أحسنت وللمجتهد أحسنت.
ثم بعد كل هذه الجهود المبذولة والتنافس العظيم يأتي مركز التواصل الحكومي ليختم مسيرة العطاء والجهود المبذولة بتتويج الأعمال الفائزة في كرنفال جائزة التميز الإعلامي لليوم الوطني.
ليقول شكرا لمن اجتهد شكرا لمن فكر شكرا لمن أنتج شكرا لمن أثرى المحتوى بموسيقى يتغنى بها الوطن لسنوات، أو لمقطع فيديو يبرز جهود جنود بذلوا الغالي والنفيس من أجل حمايتنا، أو لعمل فني يبرز رموزا في الطب كانوا سببا بعد الله في إعادة مريض لصحته بعد أن كان يترنح من التعب. فهذا شهر وطني بل سنة وطنية وليس يوما وطنيا يمتعنا به الجميع من خلال التنافس السامي الممتع. أدام الله هذا التنافس والله يديمك يا وطن.