قصة المدرب البرتغالي جيسوس لها فصول عديدة تتردد بين الحين والآخر وتحديدًا منذ أن أقيل منتصف موسم 2019، وكان رحيله محل تندر العديد من عشاق الكيان الأزرق؛ كيف يُبعد مدرب يتصدر الركب وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، عودته أحيت الحادثة التي لم تثبت فيها قرائن أو وقائع تجيز تسريحه السابق، لكن صورة جيسوس الجديدة لم تكن مقبولة عند معشر الهلاليين، رغم أن الفريق لم يتلق أي خسارة رسمية خلال مشاركاته الداخلية والخارجية، غير أن الصورة النمطية للعطاء الأزرق مقلقة لعشاقه حتى ممن يغوصون في دهاليز التدريب ولديهم الإمكانية على التقييم، تساورهم المخاوف في وضعية مدرب أضاع البطولة العربية الودية وكانت في متناول أياديه، وهذا تأكيد على عدم قدرته على قلب المعادلة والاستفادة من الظروف المتاحة، اللافت أن تلك الأجواء المحمومة داخل الأسوار الهلالية تسلق عليها المتطفلون ورموا بسنارة النقد على أمل مضاعفة الاختلاف في الصفوف الزرقاء وتهييج الجماهير، وفي مثل تلك الظروف يتعين على من يحمي الكيان الأزرق رباطة الجأش واتخاذ المناسب الذي يخدم مصلحة الفريق، والتيقن هل المدرب يتوافق مع المرحلة الحالية والعناصر الموجودة أم لا؟ حيث إن لديه أسماء قيمتها عالية على صعيد الأجانب والمحليين، ويكفي أن جل من يمثل المنتخب السعودي هم من الهلال وكوادر أجنبية هي الأخرى تعد الصفوة، من الناحية الفنية تحتاج لمن يصهر تلك الإمكانات في بوتقة واحدة لإخراج ومضة إبداع في الميدان، المهم أن يدرك الحرس الهلالي أن ناديهم حاليًا محاط بمن يحاول زعزعته مستغلًا الانقسامات حول المدرب، وفي مثل تلك الظروف يتعين كبح جماح هذه الأجواء وإعادة الفريق لناصية المكاسب، الأمر الآخر ما يلامس الفريق من تجاهل في غرفة التقنية؛ حيث سلبت تلك الأخطاء أربع نقاط في مشوار الدوري، وأيضًا السباق الآسيوي، ضربات جزاء لا تحتسب وطرد على الخصم وتسير الأمور بكل هدوء، وحينما يكون المكتسب هلاليًا تمحص الهجمة من مهدها ويكتشف أن هناك خطأ من مواقع بعيدة بعد العودة للتقنية، بدليل أن من يقف على الإعادة متابع بشكل دقيق ولن أذهب بعيدًا، فما حدث للأهلي أمام النصر يحتاج للتوقف فصاحب الأرض سجل الهدف الثالث من فاول واضح، وهناك ضربة كوع على وجه لاعب الأهلي من السنغالي ماني لم تجد العقوبة المستحقة، وحديث لاعب الأهلي المجحد بعد المباراة يختصر كل الأشياء في طريقة تعامل الحكم غير المتوازن في الحوار، كل الآمال أن نشاهد في الجولات المقبلة أداء تحكيميًا عالي الجودة وجميع الفرق تأخذ حقها المشروع، وتغيب الصورة التي حدثت للهلال في الموسم الماضي وتحديدًا في لقاء الشباب، التي قصمت ظهر لاعبيه بأخطاء بدائية يكتشفها المتابع العادي فكيف بمن يحمل الصافرة ومدجج بالقانون وغرفة التقنية التي تبرز أدق التفاصيل.