«الحوية» قرية من قرى الطائف، لا تزال معروفة بهذا الاسم، وإن لم يرد ذكرها في المعاجم القديمة كغيرها من مواضع بلاد العرب.

«أسماء جبال تهامة وسكانها» تأليف عرام بن الأصبغ السلمي، تحقيق عبدالسلام هارون بمصر.

نبدأ تعليقنا على الطبعة الثانية من هذه الرسالة بملاحظاتنا على (صورة الجزيرة العربية) التي رسمها هارون، ونشرها في مقدمة طبعتيه لرسالة «أسماء جبال تهامة»، هذه الملاحظات هي:

1 - وضع ذات عرق بين قرن المنازل ومكة، ومما لا شك فيه أن ذات عرق في الموضع الذي يعرف في هذا العهد باسم «الضريبة». وكان حجاج شمال نجد، والقادمون من العراق في العهود الماضية، وحينما كان الحج على الإبل، يحرمون من هذا الموضع، وهو يقع شمال قرن المنازل، بميل نحو الشرق. ودليل شرعي على هذا هو أن ميقات ذات عرق حدد في عهد الخلفاء الراشدين حيث لم يحدد الرسول ميقاتًا لأهل المشرق القادمين من تلك الجهة إلى مكة، فرأى الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه هذا الموضع محاذيًا لقرن المنازل.

2 - بئر معونة ليست غرب معدن بني سليم بل شرقه، فهي واقعة في جبال أبلى، ولا تزال أبلى معروفة باسمها في هذا العهد، وهي تقع شرق المعدن بميل نحو الشمال، والمعدن يعرف الآن باسم «مهد الذهب».

3 - وضع اسم «حنين» مجاورًا لبدر، على ساحل بحر القلزم جنوب ينبع، وشمال ودان الواقع بقرب رابغ، ومعلوم أنه يقصد حنينا الموضع التاريخي المشهور، إذ مصور الجزيرة هذا وضع لهذه الرسالة التي ألفت في القرن الثالث الهجري، ووضع حنين بهذه الصفة خطأ محضًا، فحنين يقع شرق مكة، فيما بينها وبين الطائف ويبعد عن مكان وضعه هذا مسيرة أيام وليال، ويعرف موضع حنين في عهدنا باسم الشرائع.

4 - أطلق على أعلى وادي الرمة اسم (وادي الشربة). وهذا غير صحيح من وجهين:

(1) أن هذا الموضع الذي سماه بهذا الاسم هو من وادي الرمة. (2) أن الشربة تقع جنوبه، فهي الأرض الواقعة بين خطي وادي الرمة ووادي الجريب حتى يلتقيا.

5 - ص 404: علقعل ى اسم قرية «المضيق» الواقعة بقرب آرة، بين مكة والمدينة، ينقل عن ياقوت فيه أن بني عامر أغاروا على زيد الخيل «الطائي» فالتقوا بالمضيق. ولا رابط بين هذين الموضعين، فبنو عامر ينزلون في عالية نجد، وطيء يسكنون شماله، والموضع الذي وقع فيه الأمر لا بد أن يكون بقرب منازل إحدى القبيلتين - أي في نجد ـ وهذا الموضع الذي ذكره عرام في غور تهامة، وشتان بين الموضعين !.

6 - علق (ص 416) على معدن البرام، الموضع الواقع قرب الطائف، بكلام ورد في وصف معدن البرم في «أضاخ» والموضعان متغايران، أولهما في الحجاز، وثانيهما في عالية نجد.

7 - ص 419: قال عرام: وقعيقعان قرية فيها مياه وزروع ونخيل وفواكه، وهي اليمانية، وبين مكة والطائف قرية يقال لها راسب لخثعم، و(الجونة) قرية للأنصار. علق عبدالسلام على كلمة (اليمانية) قائلًا: يعني الفواكه اليمانية. وأقول: إن عرامًا لا يقصد الفواكه، بل يقصد وادي نخلة اليمانية، الواقعة بين مكة والطائف، فهذه القرية التي دعاها (قعيقعان) هي على رأيه تدعى اليمانية، وانظر شفاء الغرام لتقي الدين الفارسي لتجد كلام عرام هذا، وعلق الأستاذ على كلمة (الجونة) قائلًا:

كذا أثبتها ياقوت في رسمها وقال: قرية بين مكة والطائف، ورسمت في الأصل الجوبه معجمة الحروف. وقرأها الميمني: الجوبة. قال الشيخ حمد: وهي فيما أرى «الحوية» بالحاء المهملة المفتوحة فواو مكسورة، فياء مثناة تحتية مشددة، فتاء التأنيث: قرية من أشهر قرى الطائف، لا تزال معروفة بهذا الاسم، وإن لم يرد ذكرها في المعاجم القديمة كغيرها من كثير من مواضع بلاد العرب.

1958*

* باحث وكاتب وصحافي سعودي «1910 - 2000»