استبشرنا خيرا بعودة المواجهات الآسيوية في الأراضي الإيرانية بعد غياب طويل بسبب أحداث كانت تتجلى من أصحاب الأرض خارج التنافس الرياضي، وذاقت خلالها المنتخبات والفرق السعودية الويل في سنوات مضت. وعطفا على ما يحدث سلفا، بات اللعب بأرض محايدة المخرج من هذا المأزق، لكن السلبيات السابقة لاحت وبالملامح نفسها عندما عاد اللعب مجددا في إيران. البداية بعد أن خاض النصر مباراة الذهاب أمام برسبوليس، ولعب على أرض وحلة لا تصلح حتى للتدريبات، وخرج بالفوز وأكثر من إصابة، وجاء الدور على الاتحاد الذي استعد لملاقاة مستضيفه سباهان أصفهان الإيراني، وقبل دلوفه للنزال تجلت شعارات في المدرجات وداخل الملعب، مما حدا بالاتحاديين عدم خوض المقابلة، عطفا على التصرفات التي يمكن تصنيفها خارج الذوق والأخلاق الرياضية. والهلال لم يكن بأحسن حال، وتحديدا في أرضية الملعب التي لا تقل سوء عما عاشه النصر. هذا الكم المتزايد من الخروج عن النص يتعين أن يوضع له حد، وتحديدا من الاتحاد الآسيوي، لكي تبقى المنافسات الكروية خالية من تلك الشوائب التي تسير بالتنافس لوجهة آخرى. وفي تصوري، أن العودة للملاعب المحايدة بات أمرا واردا في ظل ما يحدث من ملامح تفسد الأجواء الرياضية، وتدخلها في زوايا غير مقبولة، وفي الوقت نفسه للحفاظ على نجومنا الكروية الأجنبية والمحلية. وما دام الحديث عن النجوم، ففي تصوري أن الخطوة التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتماد إقامة بطولتين جديدتين على مستوى البراعم، تحت 13 عامًا و11 عامًا، في الموسم الرياضي الجديد 2023ـ2024 فكرة نيرة، لبناء جيل سعودي من المواهب، ولكن تلك المواهب عندما تصل للمحطة الأهم، الفريق الأول، ستصطدم بزخم الأسماء الأجنبية التي تحتل المواقع الرئيسية في جميع المراكز، ولكي نضع حلا لتلك الإشكالية يتعين تصدير مواهبنا من خلال الاحتراف الخارجي، لتعزيز عطائهم، وعدم توقفهم عن الركض خلال المباريات، وربما تنجح تلك التجربة مع لاعبين محليين كثر، وهنا تتكامل المعادلة بوجود المراكز التدريبية التي وضعت لتلك الفئة في العديد من مناطق المملكة، والأكيد أننا سنحافظ على مواهبنا وبقاء منتخباتنا الوطنية في الطليعة بوجود اللاعب المؤهل، وهنا سيكون بمقدورهم مزاحمة العنصر الأجنبي أو على الأقل البقاء في مسار اللاعب المحترف خارجيا. الأمر الآخر، جميل أن نرى ملاعب بالجودة التي ظهر عليها الملعب الجديد لهيئة الترفيه (المملكة أرينا)، والتعاقد مع نادي الهلال كداعم اقتصادي للهيئة، واللافت أن تلك المنشأة تم بناؤها في فترة وجيزة، ووقت لم يكن أحد يتوقع مثل هذه المفاجأة الكروية. ولكي نقضي على أزمة الملاعب التي تلوح بين فينة وأخرى بداعي الصيانة، يفترض أن يكون هناك أكثر من ملعب في شرق الرياض، وآخر بالشمال، وتأسيسها على الطراز الجديد، ويقيني لو تجلت مثل تلك المنشآت لكان هناك متسع للجميع، وأشبع الاحتياج. الأمر الآخر، مثل تلك الصروح ستبقى أصولا لسنوات مقبلة، ويستفاد منها في كل الملاحم، وليس كرة القدم فحسب.