في هذا اليوم العظيم 3 ربيع الثاني من العام 1445 يحتفل الشعب السعودي بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله ونصره.

يستدعي هذا اليوم في ذاكرة السعوديين المعاني العظيمة، طالما كانت الرابط الوثيق بينهم وبين قائدهم.. في البيعة تتجلى فلسفة الحكم والعهد بين الشعب والملك، كما تترسخ مفاهيم إنسانية أكثر عمقًا لدى السعوديين، ذلك أن للبيعة طابعًا وجدانيًا أبويًا يجعلها بحد ذاتها قيمة اجتماعية وأخلاقية، فيشعر المواطن السعودي في ظل البيعة أنه جزء من أسرة كبيرة وبيت كبير، ومرجعية وطنية تشبهه وتفهم تاريخه وموروثه وتوجهه الفكري والسياسي.

البيعة في السعودية ليست طقسًا شكليًا أو تتويجًا متوارثًا دون معنى، بل هي ضامنة للتشريعات والقوانين وتفاعلات الحياة السعودية بأكملها، البيعة عقد اجتماعي غليظ تقوم على إبرامه الكلمة وتحميه الأرواح، وقد كانت بيعة الملك سلمان -حفظه الله- تاريخية بكل المقاييس إذ فتحت الطريق أمام التغيرات الكبرى أو لنقل إنها دشنت عصرًا سعوديًا جديدًا وقدمت مشروعًا حقيقيًا يعيد ترتيب التاريخ.

سيذكر التاريخ للأبد أننا بايعنا الملك سلمان -حفظه الله- في مرحلة شديدة التوتر مليئة بالأزمات، وأنه -حفظه الله- كان قائدًا حكيمًا شجاعًا مستبصرًا، استطاع في سنوات قلائل أن يعبر بنا إلى أرضنا الموعودة بالسلام والازدهار،

لطالما كانت البيعة بالنسبة للسعوديين صمام الأمان والعنوان العريض للاستقرار السياسي، ومن يعرف المزاج السعودي جيدًا سيدرك أن الأمن والاستقرار السياسي هما أهم المحركات وأشد المطالب إلحاحًا.

على الصعيد الداخلي يلامس المواطن العناية الفائقة التي شملت كل جوانب حياته، وظهر هذا في ارتفاع مؤشرات التنمية والإسكان وتحسن الخدمات وتنوع الاقتصاد.

أما خارجيًا فقد اتخذ -حفظه الله- قرارات شجاعة واستثنائية، كان أهمها بدء عمليات «عاصفة الحزم» المعركة الحاسمة الدقيقة التي أوقفت مشاريع التوسع الإقليمية واستنزفت سلاحها وشعاراتها، كما تزامن هذا مع انطلاق العمل الإنساني والإغاثي على الأرض بما يتماشى مع الضرورة الإنسانية والقوانين الدولية وقبل كل هذا مع القيم السعودية النبيلة.

في هذا اليوم الأغر نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مليكنا الغالي ووطننا العظيم.. وأن تعود علينا هذه الذكرى العزيزة أعوامًا عديدة.