قوانين وقواعد الحرب أو المتعارف عليه أيضاً «باتفاقيات جنيف»، أو يسمى القانون الدولي الإنساني، هي مجموعة القواعد والأعراف الدولية تنظم قواعد الحروب والنزاعات المسلحة.

واتفاقيات جنيف هي أربع اتفاقيات دولية اتفق على الأولى منها في 1864م وآخرها كان في عام 1949م وهي تنظم حقوق الإنسان والمدنيين في الحروب، وكذلك معاملة الأسرى والاعتناء بالجرحى الخ.. وهي من أجل حماية المدنيين خصوصاً من ويلات الحروب وتبعاتها.

وللعلم والتذكير فإن اتفاقية جنيف الرابعة، التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية ببضع سنوات نصت على أنه يحظر نقل السكان المدنيين خارج منطقتهم قهرياً ويحظر نقلهم إلى أي مكان آخر أو دولة أخرى!

لكن قبل اتفاقيات جنيف بمئات السنين وضع المسلمون وصايا تاريخية للجيوش إلى يومنا هذا تدرس وتذكر في الجامعات ومنها وصية سيدنا أبي بكر، رضي الله عنه.

وصية سيدنا أبي بكر للجيش قبل أكثر من 1400 سنة

«يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فأحفظوها عني: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له...».

للأسف حماية المدنيين وقواعد الحرب الإنسانية أصبحت أول شيء يتم رميه وتجاهله عند بدء الحرب، وهذا متكرر وملاحظ في الحروب وخصوصاً الحروب الأخيرة، والأسوأ من ذلك هو النفاق الغربي البجح، عندما يتم كسر قواعد الحرب وإيذاء المدنيين بأي شكل من الأشكال في حرب أوكرانيا مثلاً تجد السياسيين الغربيين يدينون ويستنكرون وبشدة، وأما إذا حدث نفس الأمر في فلسطين فسكوت أو حتى تشجيع!

أن حماية المدنيين والنساء والأطفال والشيوخ والمنشآت الطبية يجب أن يكون شيئاً مقدساً من جميع الشعوب والأمم بغض النظر عن المكان والعرق والجنس والدين في أوقات الحرب كما في السلم!

يجب ألا ننظر بمنظارين أو نكيل بمكيالين كما بعض النفاق الغربي! أنا ننكر ونشجب ونرفض الاعتداء على المدنيين أو حرمانهم من سبل الحياة سواء هؤلاء المدنيون في أوكرانيا أو سوريا أو غزة أو إسرائيل أو إفريقيا أو أي مكان في العالم.

الرجال منذ بدء التاريخ وهم يحاربون ويقاتلون بعضهم البعض وكأن حب القتال يجري في عروقهم، ولم يشهد العالم فترات سلم إلا قليلاً خلال التاريخ البشري! لكن ما دخل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، ابعدوهم عن مشكلاتكم!

إن لدينا الشجاعة أن ننكر مقتل أو الاعتداء على المدنيين سواء امرأة أو طفل في غزة وأيضاً ننكر الاعتداء والقتل على طفل أو امرأة في إسرائيل أو غيرها، لا يجب أن يعاقب مدنيا أو شعبا بجريرة بعض أفراده، لا تعاقب مليونين في غزة من أجل جريرة بضعة آلاف من حماس مثلاً، حماس اتخذوا قرارا وهم مسؤولون عن نتائجه والحرب منذ بدء التاريخ تأكل وتحصد الرجال، وأيضاً يجب ألا يكون المدنيون دروعاً بشرية أو رهائن سواء لحماس أو غيرها أو أي مجموعة أو دولة كانت، المدني يبقى مدنياً ويجب أن يبعد ولا يتم زجه في الصراعات العسكرية.

استغرب صراحة من قدرة التلون العجيبة وأن بعض الغربيين ومن يدعي الحضارة أول ما تقع الحرب أو النزاع يتناسى ويلحس المبادئ والشعارات التي كان يتغنى بها وينسى كلياً القانون الدولي الإنساني، وكمثال واضح بعض السياسيين الألمان! الأسوأ من ذلك أنهم كانوا يعطون الآخرين محاضرات في حقوق الإنسان! قمة البجاحة وقلة الحياء والنفاق والمعايير المزدوجة!