انتشر الغضب الشعبي والدولي بشأن مذبحة المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة باليوم السابق، الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي، بينما هرع الأطباء الذين أعاقتهم الإمدادات الطبية المتضائلة لإنقاذ المصابين بجروح خطيرة، وأجروا عمليات جراحية – في كثير من الأحيان دون تخدير – للمرضى الذين يرقدون على الأرض. في حين واصلت إسرائيل هجماتها على المناطق المحاصرة.

ووصفت الهجمات الإسرائيلية بأنها تعد جريمة منظمة، لتصفية وإبادة الشعب الفلسطيني، وإرهاب دولة، مما يستحق المساءلة والعقاب.

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، مشددا أن المملكة حذرت مرارا من خطورة تفاقم الأوضاع في القطاع.


وأضاف أن على المجتمع الدولي اتخاذ موقف مسؤول، لحماية الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى ضرورة إيصال المساعدات لغزة، للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية، ومشددا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

إدانات العالم

وخلّفت كارثة المستشفى ردود فعل وإدانات واسعة النطاق. ففي فلسطين، أعلن الرئيس محمود عباس، الحداد 3 أيام على ضحايا المستشفى. وقالت الخارجية السعودية في بيان: «قصف مستشفى المعمداني يعد تطورًا خطيرًا»، مضيفة: «نؤكد ضرورة فتح ممرات آمنة، لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة».

وأدانت الدول العربية والخليجية الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى الأهلي المعمداني، ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل الجهود، للوصول إلى وقف فوري.

وطالبت مصر إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.

ووصف العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، قصف إسرائيل مستشفى في غزة بأنه «مذبحة» و«جريمة حرب» لا يمكن الصمت عليها.

كما أعلن العراق الحداد ثلاثة أيام على أرواح ضحايا المستشفى. ومن الأمم المتحدة، دعا أمينها العام أنطونيو غوتيريش إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري».

وقال غوتيريش أمام منتدى مبادرة «الحزام والطريق» الصينية في بكين: «هجمات حماس لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني». كما استنكر الهجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مشاهد مروعة

وخلف القصف مشاهد مروعة، بعدما لجأ مئات الفلسطينيين إلى مستشفى الأهلي والمستشفيات الأخرى في مدينة غزة على أمل تجنب القصف، بعد أن أمرت إسرائيل جميع سكان المدينة والمناطق المحيطة بها بالإخلاء إلى جنوب قطاع غزة.

وقال غسان أبو ستة، جراح يعمل في مستشفى الأهلي، إنه سمع صوت انفجار قوي، وانهار سقف غرفة العمليات الخاصة به.

وكتب في حسابه على«فيسبوك»: «بدأ الجرحى يتعثرون باتجاهنا»، ورأى مئات القتلى والجرحى بجروح خطيرة.

وأظهر مقطع فيديو، أكدت «AP» أنه من المستشفى، الأرض مليئة بالجثث الممزقة، والعديد منها لأطفال صغار. بينما اجتاحت النيران المبنى. وصباح الأربعاء، كان مكان الانفجار مليئا بالسيارات المتفحمة، وتحولت الأرض إلى اللون الأسود بسبب الحطام.

وقالت مديرة المستشفى سهيلة ترزي إن آثار الانفجار «لا تشبه أي شيء رأيته أو يمكن أن أتخيله على الإطلاق. نحن جميعا خاسرون في هذه الحرب. يجب أن ينتهي هذا الأمر». معدات وأدوية

وذكر محمد أبو سلمية، مدير المستشفى، أن سيارات الإسعاف والسيارات الخاصة نقلت نحو 350 مصابًا جراء الانفجار الذي وقع في ملعب الأهلي إلى مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة، والذي كان مكتظًا بالفعل بالجرحى من الغارات الأخرى.

وقال: «نحتاج إلى معدات وأدوية وأسرة وتخدير. نحتاج إلى كل شيء». وحذر من أن وقود مولدات المستشفى سوف ينفد خلال ساعات.

وكان عدد القتلى محل خلاف، حتى بين أولئك الذين كانوا في غزة، حيث قالت وزارة الصحة في البداية إن 500 شخص لقوا حتفهم، لكنها عدلت هذا الرقم قليلا إلى 471 الأربعاء، دون تقديم تفاصيل عن القتلى. واكتفى مسؤولو النادي الأهلي بالقول إن الحصيلة كانت بالمئات. وقال أبو سلمية إنه يعتقد أن العدد أقرب إلى 250.

وقد جرت إراقة الدماء عندما حاولت الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بالسماح بإيصال الماء والوقود والغذاء إلى المدنيين اليائسين وجماعات الإغاثة والمستشفيات في قطاع غزة الصغير، الذي يخضع لحصار كامل منذ هجوم حماس .