تشكل ظاهرة المخدرات إحدى أبشع الظواهر التي يعيشها عالمنا المعاصر، وأشدها خطورة؛ وذلك بالنظر للآثار المدمرة التي تخلفها على صحة الشعوب وعقولها، هذا فضلا عن تأثيرها السلبي على اقتصاديات الدول وتقدمها واستقرارها.

وتعد مكافحة المخدرات في المملكة قضية حيوية ومهمة، وتشكل جزءًا أساسيًا من الجهود الحكومية بتوجيهات من مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، -حفظهما الله- وإشراف ومتابعة حثيثة وقوية من وزير الداخلية سمو سيدي، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف -حفظه الله- للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي، وبفضل الإجراءات الحكومية الشاملة والجهود المتواصلة لجهات الاختصاص والمؤسسات المعنية تحقق المملكة نجاحًا كبيرًا في مكافحة المخدرات وتقليل انتشارها، والحيلولة دون تدمير الشباب والمجتمع بأكمله، حتى أصبحت المملكة من الدول الرائدة في مكافحة المخدرات، حيث تولي اهتمامًا كبيرًا بمحاربة هذه الآفة الخطيرة، وتبذل جهودًا عظيمة للحد من انتشارها.

وتبذل المملكة جهودًا كبيرة لتبادل المعلومات مع أكثر من 30 دولة؛ لمواجهة آفة المخدرات العالمية، وكبح تهديدها المتزايد، وتبادل المعلومات والرصد المستمر بالتوازي؛ لتحديد ومعالجة العقبات التي تسهم في الانتشار العالمي للاستخدام غير المشروع للمخدرات، حيث استطاعت -بفضل الله- ثم بتوجيهات القيادة الرشيدة أن تصمد أمام تهديد المخدرات ودرء خطرها، وضبط مهربي ومروجي هذه السموم، وإحباط العديد من عمليات التهريب إلى داخل المملكة وتوحيد الجهود، وتكثيف العمل التوعوي، وتسعى جاهدة إلى الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطي المخدرات، من خلال تحقيق التناغم والانسجام، وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية لتمكين المجتمع من المشاركة في مكافحته.

ويعتبر القانون السعودي قويًا في مكافحة المخدرات، حيث يعد الحصول علي المخدرات وترويجها واستخدامها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة، ومن أجل تعزيز تنفيذ القانون تقوم وزارة الداخلية بكل ما من شأنه المساهمة في القضاء على هذه المشكلة الخطيرة، وكما تعمل على تطوير وتنفيذ السياسات الحكومية والبرامج والحملات الإعلامية لتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات، والحيلولة دون انتشارها بين الأفراد وفي المجتمع.

وتشمل برامج مكافحة المخدرات في المملكة تدريب رجال الأمن على تحديد وضبط وتدمير المخدرات، وتعزيز التعاون مع دول الجوار لتبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة المخدرات، كما تقوم الوزارة بتنظيم الحملات الإعلامية والتثقيفية لتعزيز الوعي بمخاطر المخدرات وأضرارها، وها نحن نرى حملة «بلغ عنهم»، وهي حملة قوية وكبيرة تشمل جميع مناطق المملكة، والتي تتواكب مع جهود أمنية كبيرة نشاهدها ونسمع ونقرأ عنها يوميًا، وهي جهود حقيقية في القبض على المهربين والمروجين، وتعد حملة ميدانية مُباركة لمكافحة المخدرات، يقودها أبناؤنا وبناتنا من كافة القطاعات والجهات المختصة تترافق مع أحد أكبر الحملات التوعوية عن خطر المخدرات وأثرها المدمر للإنسان وحياته.

وتعمل المملكة أيضًا على تطوير برامج لعلاج الإدمان وإعادة تأهيل المدمنين، وذلك عبر إنشاء مراكز علاجية ودعم المؤسسات المتخصصة في هذا المجال، وتهدف هذه البرامج إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي والطبي للمدمنين وإعادة إدماجهم في المجتمع.

ختامًا.. علينا جميعًا أن نستذكر بفخر ما توليه القيادة الرشيدة ممثله بمولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وتوجيهاتهما المباركة في القضاء على هذه الآفة، والمحافظة على سلامة المجمتع، وما حققته وزارة الداخلية بإشراف مباشر من وزير الداخلية سمو سيدي، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف -حفظه الله-، ورجاله الأوفياء من منسوبي الداخلية ومكافحة المخدرات من إنجازات عظيمة في مكافحة هذه الآفة الخطيرة والقضاء عليها، ومحاربة مروجيها وحماية المجتمع وأبنائه من هذه الآفة..

ويتطلب منا جميعًا كمواطنين رجالاً ونساءً الوقوف صفًا واحدًا مع رجال أمننا في مكافحة المخدرات ومحاربة مروجيها، والتبليغ عنهم، والعمل بكل إخلاص على تعزيز أمن المملكة وأمانها، وصيانة مقدراتها، وحماية مكتسباتها، والوقوف صفًا واحدًا مع قيادتها للمُضي قدمًا في طريق البناء والنماء وتحقيق التنمية المستدامة في ضوء رؤية المملكة 2030، سائلاً المولى -عز وجل- أن يحفظ بلادنا وقيادتنا، ورجال أمننا وشبابنا، وأن يديم علينا الأمن والأمان والرخاء والازدهار في ظل مليكنا وولي عهده الأمين يحفظهما الله.