يعد تقييم ومتابعة المستهدفات أهم موضوع يهم سياسيي الماضي والحاضر والمستقبل، علم المستهدفات ومتابعتها وتقييمها يعد علما وربما لأنه مرتبط بالحكومات وأدائها فهو إذا يعد من فروع علوم السياسة.

ينص هذا العلم على أهمية تحقيق المستهدف وقياسه وبالمجمل كيف تعمل الحكومة بكفاءة، وهذا أمر معقد للغاية لأنه حتى في أكثر الدول وضوحا في السياسات والحوكمة قد يكون أداء الحكومة ضعيفا، ولنا أمثلة كثيرة في ذلك ويمتد الأمر لمن يملك موارد عديدة جدا ولكنه لا يحسن توظيفها فتكون عليه وبالا إذا ما الحل؟

الإشكالية أنه ليس هناك حل معين إذا فالطريقة ليست ذات أهمية المهم النتيجة لكن أيضا يحتاج الأمر للتأطير لا أعلم إذا هناك دولة في العالم قد أنشأت جهازا خاصا بمتابعة المستهدفات وقياسها ولكننا في المملكة دائما سباقون لكل ما هو جديد ومفيد، وأعتقد بالمجمل أن إنشاء جهاز بمسمى الهيئة السعودية لتقييم ومتابعة المستهدفات، هو أمر مهم جدا لأنه يؤطر وينفذ ويسهل لصانع القرار رؤية واضحة على الإنجازات لجميع الجهات، ويسهل هذا الجهاز أي أمر أو عوائق تحول دون أن يحقق جهاز معين مستهدفات محددة، ويقدم بذلك تقارير لصانع القرار بحيث تتضح الصورة الشاملة له ليتخذ التوجهات الإستراتيجية وفقها ووفق تقارير أخرى كذلك. ظهرت الحاجة لهكذا جهاز أو إدارة أو وحدة إدارية بسبب أن شعوب العالم تتساءل هل تحقق الحكومات أهدافها ولأن عمل الحكومة بكفاءة بكامل منظومتها الحديثة أمر معقد والشعوب تحب مشاهدة النتائج القريبة لا البعيدة إذا فالإدارة السياسية للمخرجات والإعلان عنها وتوقيتها لتوافق توقعات الجمهور هو كذلك أمر مهم، وفي العادة يتساءل الناس في أنحاء العالم أيضا لماذا أدفع الضرائب وأنا لا أشاهد نتائجها الملموسة على أرض الواقع؟ التغيير الحقيقي بحاجة إلى وقت، هناك تجارب دولية عديدة لإنشاء جهاز لمتابعة علم المستهدفات فقد أنشئت في عهد توني بلير في المملكة وحدة إدارية تعالج هذا الأمر!

لم لا ننشئ مثل هذا الجهاز. أعتقد أننا حققنا في الرؤية الوطنية 2030 مستهدفات كثيرة وكلما حققت جهة ما مستهدفا ارتفع سقف المستهدف القادم، ولأننا نرغب في مستهدفات معقولة وفقا للطاقة التشغيلية، ووفقا للكفاءات والموارد المتوفرة والتي تقدم لنا أفضل العوائد المستقبلية للأجيال القادمة، وتجعل الشعب يشعر بهذه الجهود، وتنعكس بشكل مباشر على نمط حياتهم في كافة النواحي. أعتقد أنه من المنطقي جدا إنشاء جهاز يضطلع بهذه المهام المهمة جدا لأنه تدخل تحت ما يسمى علم المخرجات Deliverology وهذا العلم يختص بكيفية عمل الحكومة كمنظومة بفعالية وكفاءة وتحقق بذلك تطلعات القيادة والشعب وتحقق المستهدفات، هذا العلم ما زال في بداياته، وليست له إجابات نهائية وكل حالة تختلف عن الأخرى، تظل فكرة هذا الجهاز ليست إجابة على كل شيء؛ لكنها قد تكون جزءا من الأحجية خصوصا أن سمو سيدي ولي العهد أعلن عبر مقابلة تلفزيونية في قناة فوكس الأمريكية، وشاهدها العالم برمته عن رؤية المملكة 2030 والتي هي استكمال لما بدأته الرؤية الوطنية الحالية وبكل تأكيد فسقف الأهداف أعلى بكثير والقادم أجمل.