طلب سلطان من وزيره أن ينقش جملة على خاتمة، إذا قرأها وهو حزين فرح، وإذا قرأها وهو سعيد اعتدل، فكتب "هذا الوقت سيمضي". كل ما يمر بنا من صوارف القدر وصعوبات الحياة التي انساقت إلينا وعلينا وطرقت بابنا هي ضيف راحل لا محالة. إننا نستطيع بعقولنا المتزنة أن نجعلها مصدر جمال، بحيث أن نبحث عن الحب حتى في سطور متراكبة فيها كلمات الكره، وأن نرخي مسامعنا لكلمة تزيدنا دفئا ودعما مغمورة في جمل مغلفة بالعتاب، وأن نلبس لباس التغافل والتجاهل في مكان تلوح فيه السقطة، وأن نتباعد في مواقفنا في مكان تزدحم فيه الوشاية، وأن نبحث عن الجميل والمشرق في كل شيء نتلقفه من الحياة، فكل ما تقدمه لنا الحياة مكتوب مقدر وفيه حكمة إلهية قد تغيب على قدراتنا البشرية. فلننظر الى الإخفاقات في حياتنا على أنها مرجع قيّم نستقي منها دروسا مستفادة في مواقف المستقبل وخبرة تطور من قدراتنا ومهاراتنا لمواجهة مثيلاتها. الجميع يؤمن أن في طيّات ما تلقيه الحياة دروسا متألقة، ومن ذلك أنها تجعل منك شخصا قادرا على أن يكتشف مواطن الضعف في شخصيته، فلكل منا نقاط ضعف وقوة، فالبعض يدفن نقاط ضعفه ويتجاهل وجودها بل وينكر تأثيرها وهذا بدوره يدل على ضعف وعيه وإدراكه لذاته، فالوعي الذاتي هو فهم النفس بطريقة سليمة ومعالجتها بطريقة صحية وأسلوب أفضل وهو واحد من العناصر الرئيسية للذكاء العاطفي. لذا لا نجعل من الهزيمة في حياتنا جدارا حديديا من أسلاك شائكة، مزودا بعقبات وجهاز مراقبة يمنع تسلل وتدفق المزيد من الجانب المضيء والمشرق لتلك الهزيمة، فتراكم السلبية والهزيمة على الذات يدمرها ويشل تفكيرها ويجعل منها شخصا زجاجيا قابلا للكسر من أول ضربة يتلقاها. في الحقيقة، هذه الهزيمة هي من تصنع القوة بداخلك، هي من تشكل روح الإصرار والعزيمة، هي من تجعل منك شخصا لديه حصافة وحنكة في الطريق الصحيح لأنه أجرى الاختبار من قبل فأصبح مستشارا لنفسه ولغيره. لذا اصنع من الليمون شرابا حلوا! أخيرا، تذكر أن البحر الهادئ لا يصنع بحارا ماهرا، والظروف الصعبة تجعل من الشخص العادي شخصا فذّا وفريدا من نوعه.