تتمتع دبلوماسية المطبخ بالقدرة على جلب الأموال إلى بلد ما بعدة طرق، إن الترويج للأطعمة التي تمثل شعبا ما هو صناعة اقتصادية إبداعية تأخذ أبعادا أكثر حتى من الاقتصاد بل تحفز ليكون التأثير هو سيد الموقف وتساهم في تصحيح المفاهيم، وتكون كل طبخة عندئذ رسولا ينقل ثقافة شعب كامل على المائدة، حيث تبرز معاني الكرم والجود ومختلف المعاني السامية.

من فوائد دبلوماسية المطبخ واستراتيجياتها زيادة نسب السياحة فغالبا ما يمثل مطبخ دولة ما عامل جذب كبير للسياح، الذين غالبا ما يكونون حريصين على تجربة الأطعمة الجديدة والغريبة والشهية. عندما يتم تمثيل المطبخ الخاص ببلد ما بشكل جيد والترويج له في الخارج، يمكن أن يشجع ذلك المزيد من الأشخاص على زيارة ذلك البلد. فقد استثمرت تايلاند بشكل كبير في الترويج لمأكولاتها حول العالم، ولديها الآن أكثر من آلاف المطاعم التايلاندية خارج البلد. وقد ساعد ذلك في جعل تايلاند واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية. ومن تأثيرات دبلوماسية المطبخ زيادة صادرات الأغذية والمشروبات فعندما يحظى مطبخ بلد ما بشعبية في الخارج، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة صادرات الأغذية والمشروبات من تلك الدولة. ويمكن أن يكون هذا بمثابة نعمة كبيرة لاقتصاد البلاد، لأنه يمكن أن يخلق فرص عمل ويدر إيرادات هائلة.

ومن الأمثلة الدولية العديدة فرنسا حيث تعد رائدة عالمية كبرى في صناعة الأغذية والمشروبات، وقد استثمرت العديد من الشركات الأجنبية في صناعة الأغذية الفرنسية. إضافة إلى هذه الفوائد الاقتصادية، يمكن لدبلوماسية المطبخ أن تساعد أيضا في تعزيز ثقافة الدولة وصورتها في الخارج. عندما يأكل الناس طعام بلد ما، فإنهم يتعلمون أيضا عن ثقافته وتقاليده. وهذا يمكن أن يساعد في بناء حسن النية والتفاهم بين مختلف البلدان ويعزز مفاهيم التعايش السلمي بين الثقافات والحضارات.

تحتاج دبلوماسية المطبخ لاستراتيجية ضخمة تشمل قطاعات عديدة، وقد استثمرت الدول في هذا المجال بل بعض البلدان لا تعرفها إلا بالأطعمة ومشروباتها ومطبخها المتنوع.

ففي تايلاند عام 2002، أطلقت الحكومة التايلاندية برنامج «التايلندي العالمي»، الذي يهدف إلى الترويج للمطبخ والثقافة التايلاندية في جميع أنحاء العالم. وقد نجح البرنامج في زيادة عدد المطاعم التايلاندية في الخارج، وأصبح المطبخ التايلاندي الآن موجودا في كل دولة تقريبا. كذلك استثمرت الحكومة المكسيكية أيضا بكثافة في الترويج للمطبخ المكسيكي في الخارج. وفي عام 2010، أطلقت الحكومة برنامج «Tacos to the World»، الذي يهدف إلى الترويج للمطبخ والثقافة المكسيكية عالميا. وقد نجح البرنامج في زيادة عدد المطاعم المكسيكية في الخارج، وأصبح المطبخ المكسيكي منتشرا في كل أنحاء العالم.

تلتزم الحكومة اليابانية أيضا بالترويج للمطبخ الياباني في الخارج حيث أنشأت الحكومة عددا من البرامج لترويج المطبخ الياباني، بما في ذلك برنامج «Cool Japan» وبرنامج «ترويج ثقافة الطعام الياباني» حيث عملت الحكومة أيضا على الترويج للطعام الياباني في المناسبات الدولية، مثل الألعاب الأولمبية والمعرض العالمي. وقد نجحت هذه البرامج في زيادة شعبية المطبخ الياباني في الخارج، بل تعتبر المطاعم اليابانية من مطاعم النخبة الفاخرة.

تعد دبلوماسية المطبخ أداة قوية مؤثرة يمكن استخدامها لتعزيز اقتصاد الدولة وثقافتها وصورتها في الخارج بل قد تجلب الاستثمارات الأجنبية لقطاعات عديدة وتساهم كقوة ناعمة في الترويج للثقافة من مختلف النواحي.