استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي وقف عام لإطلاق النار، وقال البيت الأبيض إنه لا يوجد اتفاق على دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لهدنة إنسانية أوسع نطاقًا بعد مكالمة هاتفية بين الزعيمين.

كما ذكر إن إسرائيل سيكون لها دور «أمني شامل» في غزة إلى أجل غير مسمى، في أوضح إشارة حتى الآن إلى أن إسرائيل تخطط للحفاظ على سيطرتها على القطاع الساحلي بعد شهر من الحرب، الصراع الذي أودى بحياة الآلاف ودمر مساحات واسعة من الأراضي.

وقال نتنياهو لشبكة (ABC) الإخبارية إن غزة يجب أن يحكمها «أولئك الذين لا يريدون الاستمرار على طريقة حماس»، دون الخوض في التفاصيل.

وأضاف:«أعتقد أن إسرائيل ستتحمل، لفترة غير محددة، المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نملكها».

فيما تكشف التقارير المسؤولية الأمنية لإسرائيل عبر قصفها المدنيين والمباني السكنية ومحاصرة الأحياء، ومنع الوقود والغذاء فهي تدفع بالأبرياء المدنيين ثمنًا للحرب.

تكاليف الحرب

وأطلق الاحتلال الإسرائيلي العنان لموجة أخرى من الضربات في جميع أنحاء المنطقة، حتى تحولت مجمعات سكنية بأكملها في المدينة إلى أنقاض، كما فر نحو 70% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، مع استجابة العديد منهم للأوامر الإسرائيلية بالتوجه إلى الجزء الجنوبي من القطاع المحاصر، والذي يتعرض للقصف أيضًا.

وتقاتل القوات الإسرائيلية المسلحين الفلسطينيين داخل غزة منذ أكثر من أسبوع، ونجحت في تقطيع القطاع إلى نصفين وتطويق مدينة غزة، كما أن الغذاء والدواء والوقود والمياه ينفد، وتكتظ المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، والتي تحولت إلى ملاجئ.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 10.000 شخص، من بينهم أكثر من 4.100 قاصر، وقالت الوزارة إن أكثر من 2300 شخص في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المباني المدمرة.

قتال عنيف

وفي جنوب قطاع غزة، حيث طُلب من الفلسطينيين اللجوء، دمرت غارة جوية إسرائيلية عدة منازل في بلدة خان يونس، ودمرت غارة جوية منزلا في مدينة رفح الجنوبية، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وفقًا للبلدية ومستشفى محلي.

وفي الوقت الحالي تركز القوات الإسرائيلية على شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة التي كان يسكنها قبل الحرب نحو 650 ألف شخص، وتقول إسرائيل إن حماس تمتلك بنية تحتية مسلحة واسعة النطاق في المدينة، بما في ذلك شبكة أنفاق واسعة، وتتهمها باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

ويعتقد أن عدة مئات الآلاف من الأشخاص ما زالوا في الشمال في طريق الهجوم، ويقول الجيش إن الممر الوحيد الذي يسمح للسكان بالفرار إلى الجنوب لا يزال متاحُا، وقد سافر الآلاف عبره في الأيام الأخيرة، لكن الكثيرين يخشون استخدام الطريق الذي تسيطر القوات الإسرائيلية على جزء منه.

أفاد سكان شمال غزة عن وقوع معارك عنيفة خلال الليل حتى صباح الثلاثاء في ضواحي مدينة غزة، وقال السكان إن مخيم الشاطئ للاجئين، وهو منطقة مبنية تؤوي اللاجئين من حرب عام 1948 المحيطة بإنشاء إسرائيل وأحفادهم، تعرض لقصف شديد من الجو والبحر خلال اليومين الماضيين.

انهيار القطاع

وبحسب تقديرات أممية بات قطاع غزة على وشك الانهيار بعد 32 يومًا من الحرب المتواصلة، وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليرك، إن «الخدمات في قطاع غزة تقترب من نقطة الانهيار دون إمدادات الوقود»، مضيفًا أنه «لم تكن أي من شاحنات الإغاثة التي دخلت القطاع، وعددها 569 حتى الآن، تحمل وقودًا».

وكان مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، قد قال الأسبوع الماضي، إنه كان هناك «بعض التقدم» في المفاوضات المتعلقة بالسماح بدخول الوقود إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل، دون الخوض في تفاصيل.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، في نفس الإفادة: «يتم إغلاق مزيد ومزيد من المرافق، يتم إغلاق مزيد ومزيد من سبل إنقاذ الحياة»، في إشارة إلى إمدادات الوقود.

ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعُا معيشية كارثية بسبب انعدام الوقود والمياه والخبز، بالإضافة إلى نقص المواد الطبية.

وتقصف إسرائيل قطاع غزة، منذ 32 يومًا، ما خلف حتى اليوم أكثر من 10 آلاف قتيل في غزة، من بينهم أكثر من 4 آلاف طفل، بحسب بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس بقطاع غزة، ردًا على هجوم مسلح لحماس في 7 أكتوبر الأول الماضي.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، الاثنين الماضي، ارتفاع حصيلة الضحايا من موظفيها بغزة إلى 88 شخصًا، منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة.



وذكرت الأونروا، في بيان: أنه سقط 5 من موظفي الأونروا نتيجة غارات في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من قطاع غزة، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للزملاء الضحايا المؤكدين في الأونروا إلى 88، وما لا يقل عن 25 آخرين أصيبوا منذ بدء الأعمال العدائية.

وأضافت أن العدد المؤكد لمنشآت الأونروا المتضررة منذ 7 أكتوبر هو 48 منشأة، مشيرةً إلى أنه نزح ما يقرب من 1.5 مليون شخص في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ويعيش ما يقرب من نصفهم 717 ألفًا في 149 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات غزة.