يتلاعب الاحتلال الإسرائيلي بالقانون الدولي الذي يمنح حماية خاصة للمستشفيات في أثناء الحرب، متحججا بالحرب التي دخلت الآن أسبوعها السادس ضد حماس بهجماته على المستشفيات، خاصة مستشفى الشفاء، الذي يعد الأكبر في غزة. وأثارت الادعاءات المضادة بشأن مستشفيات غزة تساؤلات ملحة حول ما هو مسموح به بموجب القوانين الدولية التي تحكم الحرب.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المستشفيات يمكن أن تفقد وسائل الحماية الخاصة بها إذا استخدمها أحد أطراف الصراع في إخفاء المقاتلين أو تخزين الأسلحة، ولكن بوجود دليل موثق، وهو ما لم تقدمه إسرائيل التي ذكرت أن حماس تحمي نفسها بين المدنيين، ولم تقدم صورًا أو مقاطع فيديو لدعم مزاعمها، على الرغم من أنها شاركت لقطات لمسلحين ينشطون في الأحياء السكنية، ويضعون الصواريخ والأسلحة بالقرب من المدارس والمساجد.

وقالت كوردولا دروج، المسؤولة القانونية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «إذا كان الضرر اللاحق بالمدنيين غير متناسب مع الهدف العسكري، فإن الهجوم غير قانوني بموجب القانون الدولي».


وطول فترة الحرب، لجأت العائلات الفلسطينية التي فرت من منازلها المدمرة إلى المجمعات الطبية، معتقدة أنها أكثر أمانا من البدائل الأخرى.

معاناة المدنيين

وبيّنت دروج أنه يجب أن يكون هناك الكثير من التحذيرات قبل الهجمات، للسماح بالإجلاء الآمن للمرضى والعاملين الطبيين. وأضافت: «لا يجوز السماح بشن هجوم فوري، ويجب اتخاذ خطوات، لحماية الأبرياء قدر الإمكان».

وبالنسبة للفلسطينيين، يستحضر مستشفى الشفاء معاناة المدنيين، حيث لجأ إليه آلاف الأشخاص الذين نزحوا بسبب الغارات الجوية التي دمرت مجمعات سكنية بأكملها في المدينة، بينما يجرى الأطباء الذين نفدت الإمدادات من بين أيديهم عمليات جراحية هناك لجرحى الحرب، بما في ذلك الأطفال، دون تخدير، إلى جانب تضاؤل ​​الإمدادات وانقطاع الكهرباء والرعاية الصحية.

الفرار جنوبا

وحث الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين على الفرار جنوبا سيرا على الأقدام عبر ما وصفه بـ«الممرات الآمنة». لكن حملته المزعومة لفصل المدنيين عن مقاتلي حماس جاءت بتكلفة باهظة، حيث فر أكثر من ثلثي سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من منازلهم بالفعل.

ومع تطويق القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء في غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فر الآلاف، بينما بقي مئات المرضى والنازحين، وفقًا للمسؤولين. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الشفاء «لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن».

نفاد الوقود

واضطر مستشفى آخر في مدينة غزة (القدس) إلى الإغلاق بسبب نفاد الوقود. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يدير المنشأة، إن القوات الإسرائيلية متمركزة بالقرب منه، وإن الاستعدادات جارية لإجلاء نحو 6000 مريض ومسعف ونازح.

ولفتت جيسيكا ولفنديل، الخبيرة في الأخلاقيات العسكرية بجامعة كيس ويسترن ريزيرف في أوهايو، إلى أنه حتى لو نجحت إسرائيل في إثبات أن مستشفى الشفاء يخفي مركز قيادة لحماس، فإن مبادئ القانون الدولي تظل قائمة. إجراءات خاصة

وقال مسؤول صحي بالأمم المتحدة إن العديد من الأسر النازحة والمرضى الذين يعانون إصابات متوسطة فروا من المستشفى خلال عطلة نهاية الأسبوع، وإن معظم المرضى المتبقين لا يمكن نقلهم إلا بسيارات الإسعاف، وغيرها من الإجراءات الخاصة.

وأفاد محمد زقوت، مدير المستشفيات في غزة، بأن من بقوا بينهم نحو 650 مريضا و500 من الطواقم الطبية ونحو 2500 نازح فلسطيني يحتمون داخل مباني المستشفيات، وهذا أقل من أكثر من 20 ألف شخص أفادت، السبت، تقارير من قِبل وزارة الصحة الفلسطينية بوجودهم في المستشفى.

وأوضحت منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين، وهي مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة تدعم وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الشفاء، أن نقل الرضع المصابين بأمراض خطيرة أمر معقد. وأضافت ميلاني وارد، الرئيسة التنفيذية للمنظمة: «مع عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المستشفى، وعدم وجود مستشفى قادر على استقبال المصابين، لا يوجد مؤشر على كيفية القيام بذلك بأمان». وأكدت أن الخيار الوحيد هو وقف القتال، والسماح بدخول الوقود.



ضحايا الاحتلال الإسرائيلي:


- أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) أن وزارة الصحة في غزة لم تُحدث أرقام الضحايا يومين بسبب انهيار الخدمات والاتصالات.

- بلغت الأعداد في آخر تحديث 10 نوفمبر:

- 11.078 شهيدا، من بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة

- فقدان 2700 شخص من بينهم 1500 طفل محاصر تحت الأنقاض

- إصابة 27.490 شخصا