عندما تحافظ على موروثك وفي الوقت نفسه تواكب الحاضر ولا تطمس شغفاً عاش فيه آباؤنا وأجدادنا، يعني أن نواكب العالم، حيث نستضيف كأس العالم ونهتم بالإبل والصقور وغيرها.

أتابع منذ فترة نادي الصقور السعودي الذي يواصل تميزه وجهوده الكبيرة في المحافظة على موروث الآباء والأجداد، الذي يمثل فخراً لمملكتنا الحبيبة.

نادي الصقور السعودي ومنذ تأسيسه في 2017 بأمر ملكي وبإشراف مباشر من عرّاب رؤية 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يفاجئنا في كل موسم بإنجازات جديدة وفعاليات مميزة متجددة، تصب جميعها في الهدف الذي قام عليه النادي، وهو المحافظة على التراث التاريخي والتقاليد المرتبطة بثقافة الصيد بالصقور، ولعب أدوار تتعلق بالتوعية والتدريب والبحوث وبرامج العمل لحماية الصقور وازدهار هواية الصيد بها، لتبقى إرثاً يُتوارث في المملكة جيلاً بعد جيل.

قبل أكثر من شهر، انطلق مزاد نادي الصقور، ولهذه الفعالية طعم خاص، فهي ومن خلال النسخ الثلاث الماضية نجحت بشكل كبير في إعادة العشرات بل الآلاف لهذا الإرث، بعد أن هجروها في أيام مضت بسبب عدم وجود الشغف، وفقدانه قبل تأسيس النادي.

أكثر ما يميز المزاد أنه يضم أكبر كم من الفئات المهتمة بهذا الإرث، يجمع الطواريح والمُلاك والصقارين من جميع أنحاء المملكة والخليج، كما نجح خلال الفترة الأخيرة في استقطاب العديد من رجال الأعمال الشغوفين بهذه الهواية وعالم الصقور الممتع.

نادي الصقور السعودي نجح في إعادة هذا الشغف بدرجة امتياز من خلال الحوافز العديدة التي يقدمها للطواريح والمتمثلة في استقبال فرق النادي لمالك الصقر (الطاروح) في كل منطقة، كما يتكفَّل النادي بتأمين السكن والنقل لمُلَّاك الصقور إلى مقر المزاد.

ولعل الإستراتيجية المميزة التي انتهجها النادي كانت أحد أسباب نجاح مزاده للطرح المحلي، وتقوم هذه الإستراتيجية على الشفافية المطلقة من خلال عرض الصقر في مزاد تنافسي مباشر وسريع يُبثُّ على القنوات التلفزيونية الناقلة وعبر البث المباشر لحسابات النادي على منصات التواصل الاجتماعي، دون أن تخضع عملية البيع والشراء لأي رسوم.

شكراً لنادي الصقور السعودي على جهوده الكبيرة في المحافظة على هذا الإرث الذي نفخر به جميعاً، ومزيداً من التقدم.