م س ش ...هي الحروف الأولى لثلاث صفات من أصدقاء الغفلة الذين يتسلقون الأبواب الخلفية للحياة، وينتهزون فرص المواقف والمناسبات للتعرف على الناس ، وتثبيت علاقاتهم ، لذلك يجب الحذر منهم ، وإخراجهم من الذاكرة طلباً للراحة والسلامة.

والأصناف الثلاثة " صديق المصلحة، صديق السوء ، صديق الشاي" هؤلاء هم من يشوهون المعاني الراقية للصداقة، ويجففون المشاعر الإنسانية من خلال تصرفاتهم المتناقضة مابين، نشر السلبية ، تهبيط الهمم ،الانتقاص من الآخرين ، التعالي على خلق الله ،النميمة ، التشاؤم ، الثرثرة فيما لايعنيهم.

وتراهم يوصدون أبواب منازلهم ، بينما يسارعون إلى تلبية الدعوة عند الآخرين فبئس ما صنعوا !!

إن الكرام الأنقياء وما أكثرهم يُحسنون الظن، ويلتمسون الأعذار قدر المستطاع ،ويعطون الصداقة حقها.

وهناك مثل شعبي كان يردده الآباء والأجداد في منطقة عسير يعكس قيماً وشيماً اجتماعية خالدة نحو الصداقة وتعزيز جسور المودة.

يقول المثل" ظمأ الزرع ولا غيظ الرفيق" والغيظ في اللغة الغضب الشديد والاستياء ، وهنا قمة الوفاء عند ذلك الجيل النقي الطيب حين فضلوا ظمأ الزرع مصدر القوت والرزق على عدم انقطاع حبل الصداقة.

ويمثل اختيار الصديق حجر الزاوية في العلاقات الإنسانية السليمة، وهذا ما أكد عليه المفكر جبران خليل جبران الذي قال : "اختر نزلاء قلبك فلاأحد سيدفع ضريبة سكنهم سواك فالصديق هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة ، وتحصده بالشكر".

و الأصدقاء الحقيقيون كنوز من المعروف ، ورفع المعنويات ، والوقوف وقت الشدائد ، وإقالة العثرات، والتواصل الدائم ، وإشاعة أجواء الفرح والسرور عند اللقاء.

ومن الحصافة معرفة نتائج نظرةالآخرين لنا وفق ما أوجزه الشيخ المفكر علي الطنطاوي رحمه الله على النحو التالي:

"أنت عادي في نظر الذي لا يعرفك، ومغرور في نظر من يحسدك ، ورائع لمن يفهمك، ومميز لمن يحبك، وسيئ في نظر من يحقد عليك."

و كثيرون يرون أن ميزان الصداقة يرجح كفته صدق التعامل وحُسن الاختيار ، وفن التغافل أحياناً ، حتى لا يصل المرء إلى محطة " لم يلق الذي لا يُعاتبه" ...أوكما قال الشاعر.