بعد التطور الهائل وغير المسبوق الذي شهدته المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة في شتى المجالات، التي كان أهمها تقنية المعلومات، وأتمتة جميع الخدمات الحكومية وغير الحكومية، حتى احتلت المركز الثاني بين دول العشرين في التنافسية الرقمية. لم يكن غريبًا أن تفوز المملكة العربية السعودية باكتساح في التصويت على استضافة إكسبو 2030 في الرياض. حيث فازت السعودية بـ119 صوتًا على كل من (كوريا 29 صوتًا وإيطاليا 17 صوتًا).

لقد خاضت السعودية تحديات كبرى على مدار السنوات الماضية بإرادة حقيقية وقوية، كان لها الأثر الإيجابي الملموس في الداخل، وأيضًا في تحسين سمعة الدولة السعودية في الخارج لتكون قبلة للاستثمار بكافة أنشطته، بل وخطفت الأضواء وصارت الرياض عاصمة للثقافة والفنون. التحدي الأول كان الحرب على الفساد وتجفيف منابعه، وقد ظهر ذلك في تقدم المملكة في مؤشر مدركات الفساد وفقًا لمنظمة الشفافية الدولية. والتحدي الثاني هو التمهيد للحراك الثقافي والسياحي الذي يعمل الآن على قدم وساق، ويسابق الزمن لتعويض ما فات السعودية من مكاسب خلال العقود الماضية، نتيجة لعدم أخذ حصتها وحقها الطبيعي من حصاد السياحة، والثقافة، والفن إقليميًا وعالميًا. وقد أعلنها صريحة سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بأن المجتمع السعودي سيعود إلى طبيعته الوسطية وإلى ما كان عليه قبل عام 1979م حيث الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب. وأعلن تدمير أي أفكار مسمومة تعيق التنمية، وتشوه الوسطية.

أضف إلى ذلك النجاحات المتتالية التي حققها قطاع الترفيه وتنظيم الفعاليات بأسلوب علمي واحترافي أبهر العالم من خلال الهيئة العامة للترفيه، مما كان له الأثر البالغ في إعطاء انطباع للمجتمع الدولي أن «السعوديين قادرون» على أي شيء.

كل هذه الإنجازات والنجاحات والانتصارات على التحديات حدثت في خضم جائحة كورونا، والعالم غارق في الأزمة الاقتصادية العالمية، كانت السعودية تقدم الجديد في الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية والبنية التحتية والمطارات والكهرباء، والاتصالات والبنوك والمصارف. وكل من يعيش على أرضها يستفيد من جميع تلك الخدمات دون أي تمييز بين مواطن ومقيم وزائر.