يوم الجدارة

الماراثون كان طويلاً؟ نعم.

الأهداف كانت بعيدة المدى؟ نعم.


المملكة فازت بالتنظيم ؟ نعم.

هكذا يكون جني الثمار، فالمملكة كانت تدرك أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فصبت اهتماماً وجهدا دؤوباً من أجل تنظيم معرض إكسبو الدولي في دورته لعام 2030، أحالته طموحا تستحق تحقيقه، فلطالما سهرت على كل ما يحيل الحياة فيها إلى نموذج حضاري عيشاً كريماً ورفاهية مستحقة، بل ولطالما سعت مع كل الكبار ليكون كوكبنا أفضل حالاً، وأكثر قدرة على التقدم الآمن، فيصبح الحصاد هو رفاهية إنسانية لا تعرف الحدود، وكوكباً نظيفاً يليق بحياة الإنسان فيه.

ماراثون الإعداد الذي انتهى بالتصويت لصالح ملف المملكة صاحبته بل سبقته منذ البدء خطط تنموية جبارة، وأعمال كبرى انتظمت أرجاء البلاد كافة، وكان للرياض نصيبها الوافر، حيث هي الحاضرة التي تعكس الوجه السعودي أمام العالم، وهي عاصمة إحدى الدول العشرين التي تتولى قيادة العالم في مساراته الآنية والمستقبلية.

تواترت الإنجازات شاملة أعمالاً كبرى سواء في مجالات النقل والمواصلات، أو في مجالات الإعمار والتنمية الحضرية، أو في مشاريعها النوعية المتعلقة بالترفيه والارتقاء بالسياحة والتطلع للمستقبل، بل ورصدت الميزانيات الضخمة من أجل تهيئة البنيات التحتية بأعلى المواصفات، ومن أجل استقبال معرض إكسبو الذي يتزامن مع بلوغ رؤية 2030غاياتها، وأقامت معرضاً تنويرياً في باريس حضره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وشهد العالم خلاله ما يمكن أن تقدمه المملكة خلال إكسبو من وجه نموذجي جدير بالاقتداء من كل دول العالم، ومن رؤى متقدمة تمتد من البيئة وحتى التقانة والمنشآت الحضرية... ومن ريادة ومساندة لجهود العالم من أجل كوكب يسير إلى الأمام دون عوائق.

كانت المملكة تعي أن الفوز بالتصويت في اجتماع المكتب الدولي للمعارض بباريس، يعني أن أنظار العالم كله ستتجه إليها، وأن الاستثمارات الضخمة ستتوالى حضوراً، وأن موارد كبرى ستتدفق على البلاد لتضيف مزيدًا من النماء الاقتصادي للوطن، وتعطي السند لتظل المملكة في مكانها بين كبار العالم.

هكذا وصلت المملكة إلى محك الترشيح والاختيار، واستطاعت بجدارة وعبر منظومة من الجهود الحثيثة إقناع العالم بأنها الأجدر بتنظيم معرض إكسبو 2030.

إن فوز المملكة بهذا التنظيم لهو دلالة كبرى على احترام دولي لما وصلت إليه، وتقدير عالمي لما يمكن أن تقدمه السعودية من خلال المعرض لينعكس إيجاباً على العالم كله.

الآن حُقّ للمملكة قيادة وشعباً أن تفخر بهذا الإنجاز الكبير، الذي قادت جهوده الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بإشراف ومساندة كبرى من قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.

شكراً لقيادتنا الكريمة على ما بذلته من جهد، وشكراً للهيئة الملكية لمدينة الرياض على ما قدمته من سعي، وهنيئا لشعبنا السعودي هذا الفوز الذي سيكون له ما بعده، من اكتمال للعديد من البنيات الحضارية، ومن ثمار اقتصادية ستعود على إنسان الوطن، ومن ريادة دولية للمملكة ترسخ المكانة التي وصلت إليها بين أصحاب القرار المؤثر في حاضر البشرية ومستقبلها.