حضر سلطان القرني من سبت العلاية مع أفراد أسرته إلى رجال ألمع للاستمتاع بمناظرها وأجوائها، في زيارة هي الثالثة، وبمجرد وصوله بحث عن استراحة، فلم يجد إلا شجرة كبيرة استظل تحتها هو وأسرته.
"سلطان" يطالب رجال الأعمال والجهات المسؤولة بتوفير الاستراحات والمتنزهات، وكذلك المطلات الجبلية التي تطل على هذه الأودية السحيقة، والتي هي بمثابة حدائق طبيعية، مؤكدا أن هذه المشاريع لو تم تنفيذها لزاد الإقبال على هذه المحافظة البكر.
"سلطان" مثل كثيرين تجذبهم الأجواء الدافئة والطبيعة الساحرة، والخضرة التي تعم الجوار إلى "رجال ألمع"، ونظرا لندرة الاستراحات في المحافظة، صار مشهد العائلات التي تجلس تحت الأشجار الكبيرة الخضراء كأشجار السدر، والجميز "البراء"، والثعب، مشهدا مألوفا.
ويقول محمد القرني: "جئت مع أسرتي من أبها لتغيير الجو، والاستمتاع بأجواء رجال ألمع الدافئة، ونحن نفضل الجلوس تحت الأشجار للتمتع برائحتها الزكية وخضرتها التي تسر النفس"، واتفق عبدالله العمري وعوض العمري من المجاردة على أن محافظة رجال ألمع تتميز بالمناظر الطبيعية الجاذبة والسمعة السياحية الممتازة، مضيفا أنه جاء إلى المنطقة مع أسرته أول أيام العيد، وفضلت أسرته قضاء طيلة اليوم تحت هذه الأشجار، مؤكدا أنها تزيد من متعة المواطن، وخاصة أشجار الجميز والسدر وغيرها.
لكن المواطن حسن البارقي قال: "جئت مع أسرتي لقضاء بعض الوقت في محافظة رجال ألمع، خاصة أنها تمتاز بالمناظر الجذابة، والخضرة الرائعة، والأجواء المعتدلة، لكن عدم وجود استراحات مهيأة للعائلات نغص علينا هذه الرحلة، مما دفعنا إلى البقاء ساعات معدودة ثم الرحيل.
وأكد البارقي أن رجال ألمع بطبيعتها جاذبة بكل المقاييس. لكنه انتقد رجال الأعمال في المحافظة لعدم قيامهم بإنشاء استراحات، ونزل سكنية للمشتين والزوار، وبين أنه لم يجد أماكن مريحة، وطالب بتهيئة الأماكن والمطلات بزراعة أشجار بيئية، وإيجاد موانع لحماية الأطفال، وكذلك دورات مياه.
أما عبدالله البارقي فقال: "هذه هي الزيارة الثانية لرجال ألمع مع عائلتي، معبرا عن استيائه من بعض التصرفات الصبيانية من بعض الزوار الذين بمشروع البلدية في مدخل قرية "رجال" التراثية، حيث تم تكسير دورات المياه ومراوح في السقف في هذا المشروع.
في السياق ذاته أكد وكيل محافظ رجال ألمع مفرح زائد الألمعي أن المحافظة وجهة سياحية بمقوماتها الطبيعية والأثرية، واعترف أنها تفتقر إلى فنادق، واستراحات، وسكن مناسب، وكذلك ممرات جبلية تتوفر فيها دورات المياه ومظلات توفر الخصوصية.
وأضاف أن المحافظة تقدمت بطلب إلى الغرفة التجارية والصناعية بأبها لإعداد دراسة لإنشاء فندق، أو منتجع، و( موتيل) وحول المشروع وتمت دراسته، ولكن الملف لم يزل في الغرفة التجارية تحت عناية المسؤول عن الغرفة التجارية والصناعية في محافظة رجال ألمع.
وقال إنه طوال ما يقارب أربع سنوات وهي مدة عمله في المحافظة لم يطلب من أي رجل أعمال إقامة مشروع سياحي، وأبدى استعداده لتذليل كل المعوقات الإدارية التي تعترض طريق أي رجل أعمال يريد القيام بمشاريع سياحية في المحافظة.
ويشير عضو مجلس الإدارة في الغرفة التجارية والصناعية بأبها رئيس لجنة التجارة في محافظة رجال ألمع الدكتور زائد محمد عسيري إلى أن الغرفة التجارية أعدت دراسة جدوى حول إنشاء مشاريع منتجعات وفندق، وأن الغرفة ستسوق هذه المشاريع لدى رجال الأعمال من داخل المحافظة وخارجها المهتمين بالاستثمار في المجال السياحي"، مؤكدا الحاجة إلى إحصائية عن عدد السياح الذين يرتادون الأماكن السياحية والأثرية في المحافظة.
وقال رئيس لجنة التجارة في المحافظة عضو مجلس الغرفة التجارية والصناعية بأبها إن مهرجان العسل ومهرجان الربيان من الأنشطة التي تعزز الجدوى الاقتصادية للمشاريع السياحية.
وأعلن رئيس بلدية رجال ألمع حسين بن علي رجب عن قرب الانتهاء من طريق المزرعة، الذي سيتضمن مطلات مظللة، وأن منتزه ألمع بوادي العوص أصبح جاهزا بمظلاته ودورات المياه، إضافة إلى البدء في المرحلة الثانية لهذا المشروع، مشيرا إلى أن حديقة مركز الحبيل سيتم البدء في تجهيزها.
وأضاف أنه تم عرض حديقة الجسر المطلة على قرية "رُجال" الأثرية على أحد المستثمرين، ليقوم بترميمها وتأهيلها من جديد، مؤكدا أن البلدية تتبنى نظرة شمولية للاستفادة من الجبال الخضراء والمناظر الطبيعية في المحافظة.