التهاني ملء الكون الفسيح للقيادة الرشيدة، والشعب السعودي الأبي، بالحدث التاريخي المتمثل في فوز عاصمتنا المتألقة الكبير باستضافة معرض إكسبو 2030، ومن الجولة الأولى في التصويت الدولي، الثلاثاء الماضي، وتفوقها على «بوسان الكورية»، و«روما الإيطالية»، واحتضانها للعالم؛ والذي جاء تتويجًا لسلسلة النجاحات والإنجازات الكبيرة التي حققتها وتحققها مملكتنا الغالية بشكل متواصل، وسعيها الدؤوب لأن تكون في مواقع الصدارة في المجالات كافة، وثقة قيادتنا المباركة بأن السعوديين جديرون بالفوز، وأنهم يمتلكون كل مقومات النجاح.

صاحب الفضل الكبير في تحقيق إنجاز الاستضافة العالمية، سمو ولي العهد الأمين، رفع بلسان كل سعودي التهنئة لوالد البلاد، خادم الحرمين الشريفين، حفظهم ربي جميعا، وهي تهنئة ممتدة لكل صانعي هذا الإنجاز الوطني المشرف، بطريق مباشر وغير مباشر، ومن تفاعل ودعم وتحمس، من صغير وكبير، ذكرًا أو أنثى؛ فالكل استعد ومستعد على إثبات تقدم بلاده، وتعزيز دورها التاريخي وسط الشعوب، وأن من نتوقع زيارتهم لنا 40 مليون زائر سيتأكدون، خلال نصف سنة وهي مدة المعرض، من أن «حقبة التغيير» التي نعيشها قد «استشرفنا فيها المستقبل»، واستثمرناها في صناعة أفضل دورة في تاريخ المعرض، وأننا حققنا وعدنا بإبهار العالم، والمساهمة في مزج الثقافات والحضارات والإبداعات، وتشجيع الابتكار الإنساني كسبيل وحيد لإيجاد حلول خلاقة تساعد في التغلب على التحديات، وتعين على اكتشاف آفاق تنموية جديدة، وأننا أضفنا بصمة جديدة ومميزة على معارض إكسبو الدولية، وأننا سرنا ونسير خلف قيادة لا تعرف إلا المجد والعلياء، والرفعة والنماء، وإيجاد الفرص وكسب الرخاء.

ترشح «إكسبو»، فزنا به باستحقاق، وفرق العمل المكلفة بالاستضافة، ستواصل الليل بالنهار طيلة السنوات الـ7 القادمة، من أجل إثبات الجدارة والتفوق، والعين ممتدة حاليًا، إلى مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم، والمتوقع إجراؤه، قريبًا من أيام احتفالاتنا باليوم الوطني القادم، وتزامنًا معه، حيث سيتم «الإعلان الرسمي» عن استضافة مملكتنا الغالية لحدث عالمي آخر، وهو بطولة كأس العالم 2034، بعد أن أعلنت الفيفا قبل أسابيع أن المملكة هي الوحيدة التي تقدمت للاستضافة، وأمامنا خلال هذه الأشهر الـ10 القادمة ملف من المتطلبات، ومجموعة من التقييمات، ووفود وزيارات، وغير ذلك من أعمال تابعة.

قدر هذه البلاد أن تعيش في حراك دائم نحو الإنجاز تلو الإنجاز، وتنافسيتها مع العالم لن تتوقف، وما على أهلها ومحبيها إلا المساندة في الدعم، والشعور بأنهم شركاء في النجاح، وفي صنع مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، دون تفرقة أو تمييز، والاقتناع بأن القنوات الموصلة لذلك تكاد تنحصر في تبادل الأفكار والرؤى، واستحداث الحلول المبتكرة لخدمة الناس، وضمان تطورهم وتقدمهم، والثقة برب الحرمين الشريفين، بأن تستمر بلادنا «دولة قوية مزدهرة، تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية؛ تتقبل الآخر».