ولد في قرية صغيرة في جمهورية غامبيا وكانت لديه مشكلة في القلب، وللظروف الصعبة التي تعيشها أسرته حاولوا علاجه بالطرق الشعبية التقليدية، ومن المعتاد استغلال ذلك الطفل وجهل أسرته بالطب الحديث من قبل ممهتني الدجل والشعوذة، وللأسف ساءت حالته وأوشك على أن تنتهي حياته التي لم يطل استمتاعه بها. ومن لطف الله أن الطفل قد مر اسمه على إحدى مستشفيات العاصمة فتم التواصل مع أسرته وإبلاغهم بحضورهم في أقرب فرصة فتم تشخيصه وأجريت له عملية جراحية في الأسبوع نفسه مع تركيب الأجهزة الطبية المساعدة لحالته.

أما من أجرى تلك العملية فهم طاقم طبي وصحي من نخبة الممارسين الصحيين في المستشفيات المرجعية على مستوى المملكة العربية السعودية تم تفريغهم من أعمالهم لهذه المهمة الإنسانية، والسبب أن فريقا استكشافيا يتبع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية زار ذلك البلد من ضمن عدة بلدان لتحديد البلد الأكثر حاجة ونوع التخصص الصحي، وفورًا تجهز برامج ومشاريع متخصصة لتلك الحملات العلاجية الصحية مثل برامج (جراحة الأوعية الدموية، جراحة الأطفال، جراحة المخ والأعصاب) في السودان بين 11 و 23 سبتمبر 2023، و(جراحة وقسطرة القلب) جمهورية غرقيزستان أكتوبر 2023، و(جراحات العظام، جراحة قلب الأطفال، حديثي الولادة) اليمن 07 - 14 أكتوبر 2023 وهكذا في موريتانيا وبنجلاديش ودول حول العالم وصولًا إلى دول في أمريكا الجنوبية بعضها لم نسمع عنها من قبل ومع ذلك لم يغب عن خارطة المركز وعيونه الاستكشافية لتلمس احتياج الإنسان حول العالم بغض النظر عن عرقه ودينه ولونه وأي تفاصيل أخرى، فالمهم هو الإنسان فوق أي أرض وتحت أي سماء.

ما أريد قوله إنه حينما مثلا تحصل المملكة على 119 صوتًا في ترشيح عالمي مثل إكسبو 2030 والمركز الثاني يحصل على أقل من %10 من الأصوات فهذا لم يكن مجاملة أو محاباة، بل إن العالم يعي ما معنى أن تضع المملكة نصب عينيها اهتمامًا بأي جانب، فلن تبرح مكانها حتى تحقق ما بدأته وبأرقام عالمية لا مجال فيها للمنافسة، وخير برهان صحة قلب ذلك الطفل الذي ولد في قرية على بقعة منسية على أحد أطراف القارة الأفريقية ولأجل ذلك القلب الصغير تحركت أساطيل من الطواقم الطبية حتى شفي ذلك القلب وغيره مئات الآلاف حول العالم، فإن أنكر البعض ما فعلته السعودية تجاههم فإن (قلب الطفل يشهد).