كجزء من حزمة دعم طويل الأمد لأوكرانيا، لتعزيز الأمن في البحر الأسود، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن بريطانيا ستنقل سفينتين لصيد الألغام إلى أوكرانيا. ويأتي نقل السفينتين من طراز «سانداون»، المصممتين للمساعدة في إزالة الألغام من المياه الساحلية، في الوقت الذي تعلن فيه بريطانيا والنرويج خططا لتشكيل تحالف بحري جديد، لزيادة الدعم لأوكرانيا في حربها مع روسيا.

قدرة حيوية

وقال وزير الدفاع غرانت شابس: «صائدو الألغام سيوفرون قدرة حيوية لأوكرانيا، مما سيساعد في إنقاذ الأرواح في البحر، وفتح طرق التصدير الحيوية، التي كانت محدودة للغاية منذ أن شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه غير القانوني واسع النطاق».

وأعلنت بريطانيا للمرة الأولى صفقة بيع سفينتي صيد الألغام إلى أوكرانيا في يونيو 2021، قبل الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا. وبدأ الجنود الأوكرانيون في التدريب على هذا النوع من السفن العام الماضي في إسكتلندا.

الممر الأخير

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، فر آلاف الأشخاص من المناطق التي تحتلها روسيا عبر طرق لا تعد ولا تحصى. والآن، وبعد مرور ما يقرب من عامين، أصبح «الممر» هو خيارهم الوحيد للعبور مباشرة إلى أوكرانيا، حيث يسمح لهم بالتنقل بحرية عبر المناطق التي تسيطر عليها روسيا، إذ يستقل معظمهم الحافلات إلى الممر من المنازل في جميع أنحاء البلاد: زاباروجيا وخيرسون في الجنوب الشرقي، ودونيتسك ولوهانسك في الشمال الشرقي، وشبه الجزيرة الجنوبية شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

وفور وصولهم إلى الممر، يجب عليهم المضي قدمًا سيرًا على الأقدام، والتجول عبر أرض مفتوحة خالية من الأشجار، حيث يتردد صدى المدفعية وأزيز الطائرات بدون طيار من المعارك القريبة في آذانهم، ويتم تحذيرهم قبل مغادرتهم من أنه لن يتمكن أحد من ضمان سلامتهم في أثناء عبورهم، لذا يسافر البعض مع الأطفال أو الآباء المسنين.

وبحلول وقت وصولهم إلى سومي، يصلون مرهقين، وبالكاد يجدون القوة لحمل الأمتعة القليلة التي تمكنوا من حملها قبل فرارهم. مع ذلك بالنسبة للكثيرين، فإن البقاء في المناطق المحتلة ليس خيارًا.

وقالت كاترينا أريسوي، مديرة منظمة «بلوريتون» غير الحكومية التي أنشأت مأوى للمتطوعين في سومي: «البقاء هناك يعني الموت بالنسبة لهم. إنهم يكافحون بسبب التعذيب والاختطاف والقتل. إنهم ببساطة لا يستطيعون البقاء هناك».

حياة خطيرة

ويذكر الأوكرانيون أنه يتم احتجاز المدنيين في الأراضي المحتلة، لأسباب بسيطة مثل التحدث باللغة الأوكرانية، وكذلك الشباب، وفقًا لتحقيق أجرته وكالة «أسوشيتد برس» في وقت سابق من هذا العام. ويعتقل الآلاف دون تهمة في السجون الروسية ومناطق الأراضي المحتلة.

وتقدر الحكومة الأوكرانية أن ما لا يقل عن 10 آلاف مدني محتجزون.

وعلى جانبي الممر، يتعرض اللاجئون لعمليات تفتيش واستجواب صارمة. وعلى الجانب الروسي، لا يُسمح للبعض، خاصة الرجال، بالعبور.

كما دفع الكثيرون إلى الفرار بسبب القوانين الجديدة التي تجبر سكان المناطق المحتلة على الحصول على الجنسية الروسية. ويقول تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل إنه يتعين عليهم القيام بذلك بحلول يوليو 2024، وإلا قد يتم ترحيلهم، بما في ذلك إلى المناطق النائية في روسيا.

تدفق مستمر

ويعتمد معدل عبور الأشخاص للممر على الطقس والوضع على خط المواجهة. وقال أريسوي إنه في الآونة الأخيرة، ومع انخفاض درجات الحرارة بشكل مطرد قبل فصل الشتاء، يعود ما بين 80 إلى 120 شخصًا يوميًا في المتوسط. وقالت إن أعلى الأرقام سجلت بعد انهيار سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا، في وقت سابق من هذا العام، عندما كان نحو 200 شخص يفرون يوميا.



تحالف بريطانيا والنرويج مع البحرية الأوكرانية لـ:


- توسيع قواتها في البحر الأسود

- تطوير قوات مشاة البحرية الأوكرانية

- تعزيز استخدام زوارق الدوريات النهرية، للدفاع عن الممرات المائية الداخلية والساحلية