منذ ما يقرب من عشر سنوات وأنا ألفت نظر مثقفي بلادنا إلى شدة الحاجة إلى وجود مؤلف جغرافي يتضمن جميع أسماء المدن والقرى ومناهل البادية، والمواضع التاريخية المشهورة من أودية وأمكنة مسكونة أو مواضع أثرية، ولقد استجاب عدد من أبناء هذه البلاد فاتجهوا لتأليف كتب كل عن منطقته، مما يبعث الأمل بأن الرجاء قد تحقق، وأن القارئ سيجد بين يديه نواة صالحة لتكون أساس هذا المعجم الجغراق الكامل.

فقد كتب الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي عن منطقة جيزان، وكتب الأستاذ علي بن صالح الزهراني، عن بلاد غامد وزهران،

وقام الأستاذ الشيخ محمد العبودي، بكتابة مؤلف عن «بلاد القصيم»، وكتب الأستاذ عبد الله بن محمد بن خميس، عن «بلاد اليمامة»، إمارة الرياض التي تشمل وسط المنطقة الوسطى من المملكة، وقد نشرت «العرب» بعض مباحثه.. ومثله كتاب الأستاذ سعد بن عبد الله بن جنيدل، عن «عالية نجد»، وكتاب كاتب هذه السطور عن شمال المملكة.

وها هو ذا الابن الكريم، الأستاذ عمر العمروي، يكتب عن قبيلة الحجر بلادها ونسبها، مما يدخل ضمن المؤلف الجغرافي،

والحق أن معرفة البلاد وأحوال سكانها لن تكون تامة ما لم يتصد لتدوينها أناس من أبنائها ممن تأهل للكتابة وقديمًا قيل: «أهل مكة أدرى بشعابها»، والذين كتبوا عن بلادنا قديمًا وحديثًا كثيرون، ومع ما للمتقدمين من فضل السبق وتدوين معلومات تعتبر الأسس القوية بكل ما يتعلق ببلادنا من النواحي التاريخية أو الجغرافية أو غيرهما إلا أن جميع الكتابات بحاجة إلى إعادة النظر بالتصحيح والزيادة ومواصلة البحث، فالعلم يتجدد بتجدد الزمن، والحياة بحاجة إلى أن يتلاءم وصفها بحسب تغيرها، ولا يتسع المقام لإيراد شواهد مما كتب عن بلادنا، فجاء مخالفًا للحقيقة، وليس معنى هذا أن كل ما يكتب أبناؤها يكون قائمًا على أساس الصحة من جميع الوجوه، فمقدرة الإنسان محدودة، وصدق الله العظيم حيث يقول: «ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا».

ولن نفوت المناسبة عند ذكر القدماء بأن نشير إلى عالم جليل، سجل جانبًا من المعلومات القيمة عن الجزيرة وعن سكانها، ومنهم قبيلة الحجر التي كتب عنها الأستاذ العمروي مؤلفه هذا، لقد أورد العالم النسابة أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني في كتابيه «الإكليل» و«صفة جزيرة العرب»، أسماء كثير من فروع قبيلة الحجر -أوردها استطرادًا، وهو يتحدث عن بلادهم، ومن تلك الفروع على سبيل التمثيل لا الحصر- فهو قد ترك فروعًا كثيرة.

1 - بنو أثلة من بني نصر بن ربيعة بن شهر، هم رؤوس بني نصر، وهم أصحاب مدينة الجهوة أكبر مدينة في السراة.

2 - بنو الأسمر من شهر.

3 - بنو الأصبغ من الحجر أصحاب قرية نضة تلي ببيشة بجانب السراة.

4 - بنو ثعلبة من بني مالك بن شهر.

5 - بنو ثور بن شهر -ذكرهم الهمداني في كتاب «الإكليل».

6 - الحارث بن ربيعة بن شهر بن الحجر، وسماهم الهمداني أيضا، «بالحارث بن شهر»، وذكر أنهم في أعلى وادي تنومة.

7 - ربيعة بن الحجر.

8 - بنو عامر بن الحجر، كذا سماهم الهمداني، ولا أستبعد أن يكونوا المعروفين الآن باسم «بني عمرو».

9 - بنو عبد من بني عامر من الحجر، أهل قرية الأشجان.

10 - بنو الغمدة.. ذكر الهمداني أن قريتي الباحة والخضراء لبني مالك ابن شهر، وبني الغمدة، ولكنه لم يذكر إلى من ينسب هؤلاء.

11 - بنو قاعد من العذمة من بني شهر وورد في المطبوعة «العدمين»، ولا شك أنه تحريف.

12 - بنو مالك بن شهر.

13 - بنو مروان من بني مالك بن شهر.

14 - بنو نازلة من بني مالك بن شهر.

15 - بنو نصر بن ربيعة بن شهر.

16– بنو يسار في أسفل تنومة، كذا ذكر.

ولقد ذكر العلامة الهمداني في كتاب «صفة جزيرة العرب بلاد قبيلة الحجر، وعدد كثيرًا من مواضعها، وذلك في أول القرن الرابع الهجري، ومع مرور أكثر من ألف عام لا يزال كثير من الموضوعات التي ذكرها معروفة، ولقد شاركت قبيلة الحجر في الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام، فاستوطن بعض الحجريين خارج الجزيرة، ومن مشاهير من عرف منهم ممن استوطن مصر.

الصحابي الجليل: جنادة بن عبدالله بن قيس الحجري، من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد شهد فتح مصر، واختط بها خطة، وخطته في الحيزة، وقد ولي البحر في عهد معاوية بن أبي سفيان.

الطحاوي: الإمام المحدث الفقيه أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي ( 239/ 321هـ)، الذي انتهت إليه رياسة الحنفية في مصر، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والحديث وغيرهما.

الشيخ سعيد بن علي الحجري الفرضي، له في الفرائض مصنفات.

الشيخ عبدالغني بن سعيد بن علي الحجري، الإمام الحافظ المحدث شيخ علماء الحديث في مصر في عهده والنسابة المعروف، ومن مؤلفاته «مشتبه النسبة» مصر و«المؤتلف والمختلف».

ومن شعراء الحجر الشنفري الشاعر الجاهلي المشهور، صاحب لامية العرب، وهو من بني سلامان من بني شهر.

1977*

* باحث وكاتب وصحافي سعودي «1910 - 2000»