ستكون المباراة الدولية الودية التي تجمع بين منتخبي إنجلترا وإسبانيا اليوم على ملعب ويمبلي، مناسبة مهمة بالنسبة إلى حارس فريق ريال مدريد إيكر كاسياس لأنه سيعادل، عندما يلمس عارضة المرمى قبل صافرة البداية كما جرت العادة، الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية والمسجل باسم الحارس الدولي السابق إندوني زوبيزاريتا وهو 126 مباراة دولية.

ولن يفكر كاسياس فقط في كيفية التصدي لقذائف فرانك لامبارد أو استخلاص الكرة من بين قدمي الشاب ثيو والكوت، وإنما سيستعرض أيضا شريطا من الذكريات بدءا من أول مباراة دولية مع منتخب إسبانيا للناشئين (دون 15 عاماً) ومن سخرية القدرأنها كانت على ملعب ويمبلي بالذات في عام 1996.

لكن أول مباراة دولية مع منتخب الرجال هي الأهم بالنسبة إلى كاسياس وذلك في يونيو 2000 ضد السويد في جوتبورج (1/1)، حيث أصبح حينها ثاني أصغر حارس (19 عاماً و14 يوما) يدافع عن ألوان المنتخب الإسباني بعد زوبيزاريتا أيضاً.

ومنذ ذلك الحين، بدأت مسيرة كاسياس، تذهب صعوداً إلى أبعد من آماله فتوج بطلاً لأوروبا (2008) وللعالم (2010) ولدوري أبطال أوروبا مرتين (2000 و2002) مع فريقه ريال مدريد، إضافة إلى عدد من الألقاب المحلية والقارية الأخرى.

وهذا السجل الحافل بالألقاب والملتصق بشخصية جذابة منحا كاسياس صفات لم يعرفها غيره من قبل فهو في بلاده "الحارس الملاك" للمنتخب الإسباني.

واستطاع حارس المنتخب الإسباني انتزاع لقب "سان كاسياس" خصوصاً عند تصديه لركلتي جزاء خلال تنفيذ ركلات الترجيح في المباراة بين إسبانيا وإيطاليا في ربع نهائي كأس أوروبا 2008، ووقوفه بحزم في وجه المهاجم الهولندي أريين روبن في مونديال 2010.

ولم يبخل المدرب السابق للمنتخب الإسباني لويس أراجونيس الذي أحرز كأس أوروبا 2008، بالمديح على كاسياس ويعتبره "الأفضل في العالم في حالات الانفراد المباشر، وكذلك على خط المرمى حيث من الصعب قهره".

ويحظى كاسياس الذي اختير أفضل حارس في مونديال جنوب أفريقيا 2010، بشبه إجماع في بلاده رغم أن البعض يفضل عليه حارس المنتخب الثاني وفريق برشلونة فيكتور فالديس الذي يجيد الانقضاض بصورة أفضل من نظيره في ريال مدريد والذي استقبلت شباكه أهدافاً أقل خلال السنوات الثلاث الأخيرة في الدوري المحلي.

لكن كاريزما "سان كاسياس" سواء في غرف تبديل الملابس أو خارجها وشعبيته جنباه أي تبديل في سلم الترتيب، ويعرف وهو في الـ30 من عمره أنه لا يزال يملك الوقت الكافي لتحقيق أهدافه وأمنياته.

ويقول مدربه السابق إيناكي سايز "سيكون إيكر خارج متناول الجميع قريباً جداً. الآن، همه الأول يجب أن يكون الحفاظ على مستواه والاستمرار في الملاعب من أجل تحطيم الأرقام القياسية".

وسيكون التحدي الأول بالنسبة إلى كاسياس كبيرا وقاسيا ويتمثل في الفوز بكأس أوروبا 2012 في بولندا وأوكرانيا، ليصبح أول حارس ينجح في إحراز ثلاثية متتالية من الألقاب الكبيرة.