لم تعد البطولات العربية وكل ماهو يقع تحت مظلة اتحادها مغريا لأي رياضي عربي لدرجة التلهف وترقب الأيام والليالي وعد الدقائق والثواني انتظارا إلى بدء ساعات صفر انطلاقاتها، كون الضعف والوهن اعتريا هذه البطولات التي لم تعد قادرة على صنع الأبطال كما كان في السابق، بعد أن تفوقت دول حوض البحر الأبيض المتوسط كثيرا، وبات الوضع في دول الداخل أو التي تقع على شريط البحر الأحمر وبحر العرب وكذلك دول الخليج العربي، تعيش على خط واحد من حيث التطور الرياضي والتقدم الكروي.
كما أن البطولات العربية لم تعد تستهوي الدول العربية نفسها نتيجة المجاملة في المشاركات بعيدا عن البحث عن التطوير والجد في المنافسة، والدليل بطولة كأس العرب التي ستنطلق اليوم بجدة والطائف، فأغلب المنتخبات تشارك دون نجومها المعروفين، ولن يكون لها حظ وافر في نيل اللقب من أقوى المرشحين له وهو المنتخب المغربي الذي سيشارك بنجومه المحليين كدلالة على استفادة الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط من الدول الأوروبية المشاركة لها في تلك الحدود المائية.
تمسك الشركة الراعية بضرورة أن يكون الهولندي ريكارد على رأس الهرم التدريبي للسعودية، جاء من أجل كسب شيء من الوهج الإعلامي وإنقاذ البطولة من الإفلاس المالي قبل الفني، وهذه دلالة أخرى على الضعف ودليل على الوهن الذي يعيشه عالمنا العربي الذي ما زال في مرحلة (الصفر).
حالنا اليوم قريب من حالة المتنبي في شطره الثاني من بيت في قصيدته التي هجا فيها كافورا، وبتصرف أقول مختتما (يا أمة ضحكت من فراقها الأمم).