يعد التقويم الزراعي ركيزة أساسية في تحقيق الاستدامة الزراعية وتحسين إنتاجية الأراضي، حيث يسهم في تنظيم فترات الزراعة والحصاد، مما يعزز فعالية استخدام الموارد الطبيعية، ويقلل من تأثير التقلبات المناخية، ويعتمد التقويم الزراعي على مراعاة العوامل المحلية والموارد المتاحة، مما يسهم في تعزيز استدامة الزراعة وتحسين مستوى معيشة الفلاحين.

فترات الزراعة

يقول الخبير الزراعي، علي آل قريش: «إنه من خلال تحديد فترات الزراعة المناسبة واختيار الزراعات الملائمة لكل موسم، يمكن للتقويم الزراعي تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، كما يلعب دورًا مهمًا في تحقيق توازن بين الطلب على المنتجات الزراعية والقدرة على تلبية هذا الطلب بشكل فعال».

تحسين الدخل

يضيف آل قريش، يسهم التقويم الزراعي في تحسين دخل الفلاحين وتعزيز الاستقرار الاقتصادي للمجتمعات الريفية، ويوفر هذا النهج أيضًا فرص عمل مستدامة، ويسهم في تحسين جودة الحياة في تلك المناطق.

المزروعات الشتوية

وفق التقييم الزراعي، تنقسم المزروعات إلى شتوية وصيفية، على أساس الفصول، ويكمل آل قريش: «أن المزروعات الشتوية هي القمح والبرسيم والملفوف والشعير والسبانخ والجزر والبصل والثوم والفاصوليا والخس، أما المزروعات التي تزرع في فصل الصيف فهي البامية والملوخية والطماطم والجرجير والذرة والفلفل بأنواعه، الحار والطويل والرومي، والكوسة».

ويبرر آل قريش عدم زراعة القمح في فصل الصيف، ويقول: «لا يزرع القمح في فصل الصيف لعدة اعتبارات، منها درجة الحرارة؛ لأن بعض البذور لا تنبت ولا تستجيب للإنبات إلا في درجة حرارة معينة، والمزروعات الشتوية تنبت في درجة حرارة من 6 إلى 10، والمزروعات الصيفية لا تنبت إلا في درجة حرارة من 18 إلى 25 درجة مثلا، والأمر الآخر ارتفاع إنتاجية المحصول بنسبة 60%، فإذا زرعنا المزروعات الصيفية في وقتها في فصل الصيف والمزروعات الشتوية في وقتها في فصل الشتاء فهذه تزيد إنتاجها بنسبة 60% بعكس إذا زرعت في غير موسمها».

اعتبارات إضافية

هناك أمور يتم النظر إليها من قبل المزارعين على ما يذكره آل قريس، فيقول: «كمزارعين في نجران نأخذ بعين الاعتبار في الزرعة الشتوية الوقت الذي يقل فيه نمو الحشائش، وهنا نزرع محصول القمح، وبالنسبة لمزروعات الشتاء ننظر لقلة عدد الريات التي تتطلبها الزراعة، وأن لوقت لا تحتاج فيه تلك المزروعات إلى ماء كثير، فتتم سقايتها مرة واحدة كل 10 أيام، وننظر للحشرات فهي تقل في مواسم، وكل نوع من أنواع الحشرات ينشط في موسم، ولذا يتم تجنب الزراعة في موسم نشاط الحشرات الضارة».

وتابع «يفكر مزارعو نجران بالبعد عن موسم أمطار الصيف، خاصة في أبريل ومايو عند حصاد القمح، لذا يلجأون إلى زراعته في بداية فصل الشتاء حتى يتم حصاده قبل أمطار موسم الصيف».

فوائد التقويم

يذكر المزارع، ناصر آل جلباب، أن فهم فوائد التقويم الزراعي يسلط الضوء على دوره الرئيس في تحسين الإنتاجية، وضمان استدامة قطاع الزراعة من خلال تحديد الأوقات المثلى للزراعة والحصاد، حيث يسهم التقويم في تحسين كفاءة استخدام الموارد وزيادة الإنتاجية، والحصول بالتالي على محاصيل ذات جودة أعلى وكميات إنتاج محسنة، كما أنه يقلل من هدر الموارد الحيوية مثل المياه والأسمدة، ويتيح توجيه هذه الموارد بشكل دقيق، وفقًا لاحتياجات النباتات في كل مرحلة من مراحل النمو، وتحديد فترات مناسبة للزراعة، كما يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بالتقلبات الجوية والأحداث الطارئة، مما يسهم في تعزيز استقرار الإنتاج الزراعي.

أشهر الزراعة

يضيف آل جلباب: «أن العنب والتين يتم تقليمهما في شهر يناير، حيث يأخذ التين بعد التقليم 4 أشهر إلى 5 أشهر ثم يتم الإنتاج، والعنب يأخذ بعد التقليم 5 أشهر إلى 6 أشهر ثم يتم الإنتاج، أما الحبوب مثل القمح فتزرع مع بداية الشتاء والحصاد في نهاية الشتاء وتأخذ من 5 أشهر إلى 6 أشهر ثم يتم حصادها، وجميع الحمضيات تزهر في فصل الربيع، ويتم قطف الثمار في فصل الشتاء، ‏والخضراوات مثل الطماطم يتم زراعتها في الشتاء والصيف، حيث يزرع بعضها في نهاية الصيف، وتنتج في بداية الشتاء وهذه يسمونها شتوي، أو تزرع في نهاية الشتاء وتنتج في بداية الصيف ويسمونها صيفي، والباذنجان يأخذ حوالي 60 يومًا ثم ينتج، دون وقت معين».