كشف مصدر مالي في العاصمة اليمنية (صنعاء) عن وجود توتر كبير بين قيادات الحوثيين والوزراء، وأن هناك حالة من الانشقاقات المتواصلة والغياب المستمر، حيث حرص الحوثيون على كسب ود الأسماء المهمة الموجودة الذين تعتبر لهم أدوار فاعلة ومهمة في صفوفهم، ومنهم وزير الدولة وتاجر السلاح المطلوب دوليا فارس مناع، ولكن ظهرت أخيرا خلافات بينه وبين القيادات، ما أدى لهروبه من اليمن، وتطورت الخلافات لتوجيه اتهامات مباشرة من وزراء في مجموعة الانقلاب الحوثية له، ومطالبات بإجراء إبراء ذمة له، وهو الأمر الذي رفضه، وطالب بمحاسبة الجميع، وإجراء إبراء ذمة لكل الوزراء، خاصة أن هناك وزراء، على حد قوله، يعرف أنهم كانوا لا يملكون ريالا واحدا، وخلال أربع سنوات ماضية امتلكوا القصور والسيارات والعقارات والأرصدة المالية.

بينما يشير المناع لنفسه إلى أنه صاحب تجارة قديمة وخاصة، وليس غريبا عليه امتلاكه الأموال من تجارته الخاصة.

تهريب الأسلحة

وقال المصدر: «منح فارس مناع منصب محافظ صعدة من قِبل عبدالملك الحوثي من أجل خدماته الكبيرة في تهريب الأسلحة. وبعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، تم تعيينه وزير دولة في الجماعة تكريما له، وللاستمرار في تهريب الأسلحة لهم، وكذلك خبراته وعلاقاته سواء على المستوى الداخلي أو في الخارج».

تبادل الاتهامات

وأضاف المصدر: «عُرف عن الحوثيين بحثهم عن المال بأي شكل من الأشكال، ولما عُرف عن مناع من قوة مالية واقتصادية، تم اقتحام منزله من قِبل بعض عناصر الحوثيين في أواخر العام 2019، ونهب بعض الأموال والمقتنيات في منزله، وحدثت خلافات كبيرة بين قيادات حوثية إثر ذلك، وتبادل اتهامات، ومنهم وزير الداخلية السابق عبدالكريم أمير حسين الحوثي، وحينها هرب فارس مناع إلى جنوب إفريقيا مع توكيل ابنه محمد للإشراف على كل أملاكه. وقد تدخلت بعض ذلك وساطات للصلح، وأشيع حينها عودة مناع لليمن، ولكن لم تتأكد تلك المعلومات حتى ظهر في لقاء عبر إحدى قنوات اليمن في 2021، وكان الهدف الأساسي من ظهوره هو الكشف عن عدم صحة وجود خلافات».

خفايا الخلاف

وبيّن المصدر أن الخلافات تطورت بتوجيه اتهامات مباشرة من وزراء في عصابات الانقلاب الحوثية لفارس مناع، ومطالبات بإبراء ذمته، وهو الأمر الذي رفضه فارس مناع، وطالب بمحاسبة الجميع، وإجراء إبراء ذمة لكل الوزراء.

وأكد أن فارس مناع قدم استقالته، ورفض البقاء ضمن من وصفهم بـ«حكومة الأنذال وناكري الجميل».

تحويل الأموال

وأكد المصدر أن فارس مناع كان قد بدأ في تحويل أمواله للخارج عن طريق وكالات لشقيقه منذ 2019، وتحديدا مع بداية تطور الخلافات بين القيادات الحوثية،

مشيرا إلى أنه لم تتوافر معلومات حديثة عن مكان وجوده، وهل هو باليمن أو جنوب إفريقيا أو موقع آخر؟، ولكن الحقيقة التي لا يمكن أن ينكرها الحوثيون أن الخلاف كبير، وهناك وساطات حالية من خلال أقارب زوجته.

فارس مناع

أدرجت الأمم المتحدة في 2010 اسمه ضمن عقوباتها.

أدرج اسمه في قائمة مجلس الأمن لمهربي السلاح لحركة شباب المجاهدين في الصومال المصنفة جماعة إرهابية.

أدرجت اسمه الحكومة اليمنية السابقة في القائمة السوداء لمهربي السلاح إلى اليمن.