سجال كغيره من السجالات التي غالبا لا تنتهي بنتيجة عن آباء اليوم مقارنة بآباء الأمس. فهناك شبه إجماع بين آباء الأمس أن اليوم الحياة أسهل والتعب وصعوبة العيش في السابق كانت أكبر بكثير من اليوم، وينظرون لآباء اليوم أنهم هشون لا يتحملون المسؤولية ويمارسون «الدلع» – على حد قولهم – على أنفسهم وعلى أبنائهم واتكاليون في حياتهم على وجه العموم. ولا يمكن أن تستقيم تفاصيلها إلا بمعونة من عاملة أو سائق. ويرد آباء اليوم بالعكس وبتفاصيل أخرى ومن هنا تنطلق رحلة المقارنات.

الآباء في الوقت الحالي يواجهون الكثير من الضغوطات في الحياة، ويجب عليهم الاهتمام بأعمالهم والحفاظ على التوازن بين العمل والحياة العائلية. قد يشعرون بضغوط الوقت والمسؤولية في توفير احتياجات الأسرة وتلبية توقعات الناس منهم، خصوصا أن الأم والأب يعملان بخلاف ما كان في السابق، الأم غالبا متفرغة تماما للتربية والاهتمام بشؤون البيت.

هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في هذا الشعور، مثل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي نعيشها في العصر الحديث. قد يكون هناك مستوى أعلى من المنافسة في العمل وضغوط الحياة عما كان في السابق.

في الضغوط العملية يمكن أن يكون للوالدين مسؤوليات كبيرة في العمل، وقد يشعران بضغط الوقت والحاجة لتحقيق النجاح المهني بخلاف السابق التي كانت الأمور مختلفة وساعات العمل محددة وجدولهم اليومي واضح.

كذلك ضغوط الحياة العائلية، يمكن أن يواجه الوالدان ضغوطًا في توفير احتياجات الأسرة والمسؤولية عن رعاية الأطفال وتوجيههم في كل الأجيال، لكن تركيبة طفل اليوم مختلفة تماما. وحرص الأهل على الارتقاء بمستوى التعليم وتنوع مصادر المعرفة وتطوير المواهب كلها أمور مكلفة تتطلب جهدا ومادة لم تكن بالجحم ذاته في السابق.

أما ضغوط المجتمع، قد يتعرض الوالدان لضغوط من المجتمع المحيط بهما، مثل توقعات المجتمع بشأن نجاحهما وتربية أبنائهما وعدم الثقة الكبيرة بالاهتمام المناسب للأطفال فيترنحون ما بين إهمال مثير للشفقة أو اهتمام مفرط لحد الوسوسة.

أما ضغوط التوازن وهي الأصعب حيث يجب على الوالدين اليوم العثور على معادلة توازن صعبة بين العمل والحياة الأسرية، وهذا قد يكون تحديًا يتطلب تنظيمًا جيدًا للوقت والجهد وتبادل الأدوار بين الزوج والزوجة خصوصًا من يملك مسؤولية كبيرة في مكان عمله.

الحياة اليوم معقدة، والتفاصيل المجتمعية والطموح وبيئة المال والأعمال كلها عوامل زادت من التعقيد وهي بدورها انعكست على ترتيب النسل لضمان جودة حياة لأفراد الأسرة كافة. فالجميع يمارس الركض بلا هوادة، فشكرا لآباء الأمس مرة وشكرا لآباء اليوم مرات.