كشفت مشادة غير معتادة في قمة تجارية حجم التوتر بين الولايات المتحدة والصين وذلك في دليل آخر على عمق التنافس بين أكبر اقتصادين في العالم في منطقة المحيط الهادي.

وتزايد التوتر قبيل التجمع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) بسبب اتفاقية تجارة حرة مقترحة تقودها الولايات المتحدة التي تريد أن توازن النفوذ الصيني لكن بكين تراها محاولة لإجبارها على اللعب وفقا للقواعد الأميركية.

ودبت المشادة خلال مؤتمر صحفي عشية اجتماع زعماء المنطقة الذي يستضيفه الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما اختلف مسؤولون تجاريون كبار بشأن شراكة مقترحة عبرالأطلسي بين الولايات المتحدة وما لا يقل عن ثمانية اقتصادات أخرى من الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي.

وبدأ مساعد وزيرالتجارة الصيني يوجيانهوا الهجوم قائلا بوضوح إن بكين لم تطلب الانضمام إلى المحادثات بشأن الاتفاقية لكن "إذا تلقينا يوما ما هذه الدعوة فسندرسها بجدية."

ورد الممثل التجاري الأميركي رون كيرك مشددا على أن الاتفاقية المقترحة ليست "منتدى مغلقا".

وقال بابتسامة فاترة "جميعكم محل ترحيب. لكنه أيضا ليس المحفل الذي ينبغي أن تنتظروا فيه الدعوة." ولم تقدم إدارة أوباما حتى الآن أي إشارة على رغبتها في ضم الصين للمحادثات.

واستقبلت الصين بفتور فكرة الشراكة عبرالأطلسي لقلقها على ما يبدو من أنها قد تدفعها إلى فتح أسواقها بدرجة أكبر بناءً على طلب واشنطن.

ويريد أوباما استخدام تحريرالتجارة في إطاراستراتيجية لتأكيد القيادة الأميركية في المنطقة النشطة اقتصاديا ولمواجهة الصين كتهديد يزداد تنافسية.

كما تعكس المشادة العلاقات الاميركية الصينية المحاطة بسلسلة من الخلافات المتعلقة بالممارسات الصينية المتعلقة بالتجارة والعملة ومبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان والحشد العسكري الصيني في المحيط الهادي وسجل الصين في مجال حقوق الإنسان.

إلى ذلك أجرى وزراء التجارة والخارجية بدول آسيا والمحيط الهادي الليلة قبل الماضية محادثات بشأن توسيع نطاق التجارة الحرة ودعم النمو الاقتصادي الصديق للبيئة وإزالة العوائق التجارية.

وذكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد محادثات وزراء منتدى (أبيك) ترأستها بالمشاركة مع الممثل التجاري الأميركي روب كيرك أن الوزراء بذلوا "جهودا رائعة" لرسم سياسات تهدف إلى تحفيز "نمو صديق للبيئة" وفتح أسواق وتحقيق تقارب منظم.

وأضافت كلينتون "من الواضح أننا نعتقد أن مركز الثقل الاستراتيجي والاقتصادي في العالم سيكون دول آسيا والمحيط الهادي في القرن الحادي والعشرين".

وتابعت أن الولايات المتحدة ترغب في "تحقيق استثمار متزايد بشكل كبير من خلال إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية واستراتيجية وغيرها مع دول آسيا والمحيط الهادي خلال العقد المقبل.”