(1)

منذ أن اقترح «بسمارك» فكرة التقاعد 1881 للميلاد أو ما يسمى «تأمين الشيخوخة»، والعائلات تعاني من النمط الجديد الذي بدأه «رب الأسرة» بعد التقاعد وحياته التي تبدأ بالحيوية والسعادة وما تلبث إلا أن تتدهور تدريجيا لأسباب متباينة.

(2)

الباحث في «معهد أبحاث الاقتصاد الصناعي» جابرييل هيلر قدم دراسة مستفيضة حول التقاعد تحت عنوان «إعمل لفترة أطول تعيش بصحة أفضل»، جاء فيها: أن صحة الإنسان من الممكن أن تتحسن في بداية تقاعده، ثم بعد فترة، تبدأ في التدهور بسبب انخفاض النشاط البدني والتواصل الاجتماعي، وتزيد الآثار السلبية على صحته مع مرور الأيام.

(3)

العائلات في هذا العصر تعيش فوضى غير مسبوقة بسبب عدم الاهتمام بالوقت من جهة، وبسبب الوقت الطويل الذي يقضيه الفرد في العمل، وبالتالي يحدث «التصادم» بين أفراد العائلة ورب الأسرة الذي يقضي الوقت وحيدًا بشكل يشبه العاطل عن العمل، وبطبيعة الحال فهو يعيش يومًا نموذجيًا من النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا والحاجة للوجبات الرئيسة في موعدها المحدد والذي يتناولها - غالبًا - لوحده، وبالتالي فإن مجرد استيقاظه مبكرًا لوحده لا سيما في «الويكند» - وهو الذي لم يعد يهتم للأيام - يعتبر خطرًا على أفراد الأسرة الذين قضوا «ويكندهم» في السهر!.

(4)

التخطيط سيد المشهد، لذا فإن أسعد المتقاعدين هو ذلك الذي بدأ عمله الجديد بمجرد تقاعده، فالعمل الجديد مهم للصحة النفسية، وتحاشي الصدمة النفسية التي تخلقها الحياة الجديدة، وكي لا ينفصل «المتقاعد» عن الحياة بشكل مفاجئ بعد عقود من العمل والزملاء والصخب.

(5)

أميل إلى «التعاقد» مع «المتقاعد» - لمن يرغب - بعد عام من تقاعده، كمستشار للموارد البشرية، أو ما يناسب تخصصه، في مكان عمله، للاستفادة من الخبرة العريضة التي شكلتها سنين العمل، وحتى لا نخسر عنصرًا فعالًا في تنمية المجتمع، ولحمايته من الخرف والتدهور المعرفي والانحراف والجنون.