فيما تتفق معظم الدراسات العلمية على أن الأطعمة التي تنناولها لها قدرة كبيرة وتأثير قوي على قوة الذاكرة وصحة الدماغ، أظهرت أبحاث أمريكية أن الأطعمة المقلية أو الدهنية لها تأثير سيئ ليس فقط على الصحة، وإنما كذلك على الدماغ إلى حد يؤدي إلى ضعف الوظائف المعرفية، تباينت آراء الأطباء والمتخصصين في هذا الجانب، حيث عارض البعض تلك المبالغة في التأثير إلى حد القول إن بعض الأطعمة يسبب الغباء، ورأى آخرون أن بعض الأطعمة ذو تأثيرات سلبية على وظائف دماغية، ونصحوا بتجنبها قدر الإمكان.

وأشار بعض الدراسات إلى أن أطعمة عدة مثل البطاطا المقلية، والأطباق المقلية الأخرى لها تأثير يتعلق بمشاكل صحية مرتبطة بالدماغ، فيما كشفت دراسة بحثية أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية عن أن بعض الأطعمة من الممكن أن تسبب غباءً وقلة استيعاب للمعلومات، كما أنها تساهم في حدوث ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.

وأشارت دراسة هارفارد إلى أن جملة من الأطعمة التي تسبب الغباء منها السكريات عند الإرفاط فيها، والزبدة، والدهون التي تزيد الدهون الثلاثية في الجسم ما يسبب الغباء وقلة التركيز ويؤثر على المخ، وكذلك الوجبات السريعة، واللبان، وغيرها.

في المقابل، ربط كثيرون بين تلك الأطعمة والبدانة وتأثيرهما على الدماغ والتسبب له بمشاكل صحية.

لا دليل علمي

ينفي استشاري جراحة السمنة المفرطة والمناظير والجراحة العامة الدكتور سعيد السريعي وجود أي دليل علمي ثابت يصنّف الأطعمة على أساس أثرها في القدرات العقلية سواء بالذكاء أو الغباء، معتبرة أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مصلحطات تسويقية.

وهو يقول «كثير من الأطعمة لها آثار متفاوتة ـ بين القليل والكثير والمتوسط ـ على صحة الإنسان نفسياً وعضوياً وعقلياً، فكلما كان الطعام معدا من مواد خام طبيعية عضوية كلما كان صحيا وذا فائدة، وكلما كان مصنّعا ومعلبا كلما دخلت في تصنيعه مواد كيميائية ومواد حافظة وألوان ونكهات لها أثر سلبي على الصحة على المدى المتوسط والبعيد، مثل النقانق واللحوم المدخنة وأشباه الجبن والمياه الغازية المحلاة والمعجنات والحلويات المصنعة».

آثار البدانة

عن الربط بين البدانة والأطعمة التي تسبب الغباء، قال الدكتور السريعي «للبدانة أثر سلبي على حياة الإنسان فهي تؤثر بشكل مباشر على جودة النوم، وعند الاستيقاظ الصباحي والبدء باليوم الدراسي يكون الشخص الذي لم يحصل على القسط الكافي من النوم أقل قدرة على الاستيعاب والتذكر، وهذا أمر معروف».

ونصح بأن يأخذ المرء كفايته من النوم بحيث لا تقل ساعات نومه عن 7 إلى 8 ساعات ليلاً، مع الاعتماد على الغذاء الغني بالخضروات والبروتين كجزء أساس وقليل من الكربوهيدرات الكاملة (القمح الكامل والأرز البني)، مع الاهتمام بشرب كميات كافية من الماء بما لا يقل عن 2 ليتر للشخص البالغ.

كما نصح وبشدة بممارسة النشاط البدني أيا كان نوعه بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً.

وختم «من أهم التوصيات وحسب كثير من الدراسات العلمية المحكمة، تناول وجبة الإفطار في المنزل قبل الذهاب للمدرسة أو العمل، وأن تكون غنية بالبروتين بما يساعد على ضبط مستويات السكر في الدم طوال اليوم، وينظم الشهية تجاه تناول السكريات».

عادات غذائية سيئة

تؤكد أخصائية التغذية العلاجية شذا حسن داحش على أن بعض الأطعمة والعادات الغذائية السيئة تسبب أضراراً للمخ، وتؤثر على الذاكرة والحالة المزاجية وتزيد من خطر الإصابة بالخرف وقلة الاستيعاب، وتؤثر على وظائف المخ والقدرة على التذكر لاحتوائها على كثير من المواد الضارة التي تسبب مشكلات في الخلايا والأعصاب بالدماغ، ومنها الوجبات السريعة والمقليات والمعلبات والمشروبات الغازية والطعام المالح جداً، وكذلك الأطعمة المحلاة بالسكر الصناعي والكربوهيدرات المكررة، وتشمل الأغذية عالية المعالجة التي تزيد نسبة السكر في الدم، ويمكن استبدالها بالكربوهيدرات الطبيعية الصحية مثل الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه.

وواصلت «في المقابل، هناك أطعمة تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ، ومنها:

• الأسماك الزيتية: مثل السلمون الذي يعد مصدرا ممتازا للأحماض الدهنية أوميجا 3 التي تساعد على تحسين بنية خلايا الدماغ، كما أن سمك السلمون يعد مصدرا كبيرا للبروتين وله فوائد عدة متعلقة بصحة الدماغ ووظيفته.

• المكسرات: غنية بفيتامين E والأحماض الدهنية أوميجا 3، وعلى الأخص الجوز الذي يسهم في صحة الدماغ مقارنة مع المكسرات الأخرى، ويقدم ضعف عدد مضادات الأكسدة لأنه غني بالأوميجا 3. وتشير دراسة نشرت عام 2020 في Nutrients إلى أن تناول حوالي 1 إلى 2 أوقية من الجوز يوميًا يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية.

• البروكلي: مصدر جيد لمضادات الأكسدة وفيتامين K، المرتبط بتحسين ذاكرة كبار السن.

• الكافيين والشاي الأخضر مهمان في تعزيز الذاكرة وتحسين أدائها ويزيد نسبة اليقظة والتركيز لكن استخدامها في ضمن الاحتياج.

• البرتقال: مصدر لفيتامين C، الذي يمنع التدهور العقلي ويحمي خلايا المخ.

• البيض: ويعد من أفضل مصادر مادة الكولين، وتم ربطه بتقليل الالتهاب وتعزيز وظائف المخ، والحفاظ على الذاكرة، وذكر في دراسة عام 2019 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن الاستهلاك المنتظم للبيض مرتبط بتحسين الأداء الإدراكي لدى البالغين.

• الأفوكادو: مصدر جيد للدهون غير المشبعة، التي تعزز وظائف الدماغ، كما أن الخضروات الورقية لها دور بتحسين صحة الدماغ من خلال المساعدة في منع فقدان الذاكرة وتحسين الإدراك لأنها غنية بالعناصر الغذائية بما في ذلك فيتامين ك، وبيتا كاروتين وحمض الفوليك وفيتامين هـ، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا».

تأثر وظائف المخ

تجزم أخصائية التغذية في مستشفى الشفاء التخصصي بنجران الدكتورة سارة أحمد أن هناك عددا من المأكولات والأطباق الغذائية والمشروبات وعدد من مكوناتها تؤثر فعليا على وظائف المخ والقدرة على الاستيعاب والذاكرة والإدراك وكذلك التعلم والفهم، حيث تحتوي على مواد ومركبات ضارة تسبب مشكلات في الخلايا والأعصاب بالدماغ.

ومن أبرز الأطعمة المسببة للغباء، قالت الدكتورة سارة: هناك عدد من المأكولات والأطعمة تتصدرها:

• الحلويات، حيث يؤدي تناول كثير منها إلى مشاكل في الأعصاب، الأمر الذي يؤثر على الذاكرة وقدرة الشخص على التعلم.

• المخللات، تؤثر الأطعمة المملحة على الوظائف الإدراكية للمخ وتزيد فرص التعرض للسكتات الدماغية.

• الوجبات الجاهزة، عادة ما ينصح الخبراء بالابتعاد عن تناول البرجر ورقائق البطاطس والصودا والبيتزا حتى إن تلك الوجبات قد تسبب الإدمان نتيجة تأثيرها على طبيعة المخ، كما تقلل من إنتاج الدوبامين في الدماغ، وهو يلعب دورًا في زيادة مهارات التعلم والوعي والتذكر.

• المقليات، أثبتت الدراسات الجديدة أن المقليات قد تقلل من نسبة الذكاء في المخ.

• الدهون، تزيد الأطعمة الغنية بالدهون من فرص الإصابة بألزهايمر، كما يمكن أن تسبب ضمور الدماغ لذا يجب تقليل تناول تلك الأطعمة قدر الإمكان.

• المعلبات، تحتوي الأطعمة المعلبة على مواد كيميائية ضارة ونكهات صناعية يمكن أن تسبب تلف الخلايا العصبية وحدوث انكماش في الدماغ.

السمنة والغباء

أضافت الدكتورة سارة أن السمنة والغباء مشكلتان صحيتان واجتماعيتان، حيث ربط عدد من الدراسات البدانة بأمراض القلب الوعائية الخطرة ومنها السكتات والنوبات القلبية، ووجد الباحثون أن الإفراط في الأكل يمكن أن يدمر الصحة العامة للإنسان سواء بإبطاء تفكيره أو بالتسبب في إصابته بآلام شديدة. وللبدانة تأثير يومي في كل مظهر من مظاهر الحياة وهي تضر بالعقل كما تؤثر في البدن، حيث تشير الدراسات إلى أن السمنة قد تؤثر سلبا على الوظائف العقلية وتقلل من قدرة الشخص على التفكير واتخاذ القرارات، وذلك بسبب التغذية غير الصحية ونقص الأكسجين في الجسم وارتفاع مستويات الدهون في الدم، وهي عوامل تؤدي إلى اضطرابات في نظام التغذية للدماغ وتقليل تدفق الدم إلى المخ، مما يؤثر سلبًا على وظائفه.

أطعمة تؤثر على الدماغ (حسب دراسة هارفارد الأمريكية)

• السكريات

عند الإفراط في تناولها

• الزبدة

أجريت دراسة على 4 آلاف سيدة لمدة 4 سنوات

تزيد الدهون الثلاثية في الجسم ما يسبب الغباء وقلة التركيز ويؤثر على المخ

• الوجبات السريعة

تسبب الغباء خاصة لدى الأطفال الذين يتناولون باستمرار البطاطس المقلية والوجبات المقلية

• اللبان

الإفراط في تناولها يؤثر على الذاكرة ويسبب قلة التركيز

* مأكولات ومواد غذائية أخرى

المعلبات

التونة وسمك القرش

البطاطس والفشار

السمن النباتي

مشروبات الطاقة

الأندومي