كثر الاهتمام بمفهوم «التوأم الرقمي» خلال الفترة الماضية، حيث كانت كثير من القطاعات تتحمل تكاليف اختبارات محسوسة وواقعية على منتجاتها مثل سيارات وطائرات وأجهزة ومبان وغيرها، إلا أن نضج تقنيات ومفهوم التوأم الرقمي جعلتها خيارا أنسب وأقل تكلفة وفي تطوير مستمر، وسأشرح ما هو هذا المفهوم وكيف سيفيد البشرية وما هي الفوائد منه والتقنيات المساعدة له.

وسنبدأ بمثال عن صناعة سيارة، حيث كان سابقا للشركة المصنعة اختبارات عديدة ومن ضمنها اختبارات الاصطدام حيث يوضع مجسم شخص بداخلها واختبار قوة الاصطدام وهيكل السيارة وكيف تنحرف وما هي أفضل الحلول. ولكن التوأم الرقمي وضع نموذجا ثلاثي الأبعاد مثل المحاكاة على الكمبيوتر، يعتمد على حسابات دقيقة ويستخدم الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة ومستشعرات وتقنيات عدة، لتكون هذه الاختبارات فقط على الكمبيوتر مع إعطاء نتائج وتحليلات دقيقة عند حدوث اصطدام وما هي الآثار، فهي ليست رسم نموذج ثلاثي أبعاد وتجربة ارتطام فقط! بل توأم رقمي متطور ويحاكي الواقع باعتماده على أرقام ورسومات دقيقة، وكذلك عندما نطرح مثالا آخر من استخدامات التوأم الرقمي والتي يتم استخدامها في المباني حيث يتم رسم المبنى بالكامل بشكل ثلاثي أبعاد على الكمبيوتر ويضع التوأم الرقمي بعدها ملايين السيناريوهات للحرائق أو الزلازل أو لأي حدث قد يصيب المبنى، مع تحليلات لأفضل أماكن كشف الدخان وخرطوم الحريق ومخارج الطوارئ، ووضع سيناريو لكيفية إخلاء المبنى من الأشخاص والأسلوب المتبع لتنظيم الحشود وكيفية ترتيب الأثاث بالداخل مع تحليل كامل للمناطق الأكثر أمانًا والأخرى التي يمكن رفع أمانها.

ولم تقف هنا، حيث يتم استخدامها حاليًا حتى مع المنتجات المستخدمة في العالم مثل السيارات التي يملكها أصحابها، حيث تقوم بجمع البيانات مثل أداء السيارة والتنبؤ بالصيانة وما هي مسببات الأعطال لإطالة عمر استخدام السيارة، ولو تطرقنا لأمثلة أخرى سنجد أن استخدامها كذلك على الإنسان مثل الرياضيين، كبار السن، الذين يعانون من متلازمة حركية، والكثير من الأمثلة.

ختامًا، التوأم الرقمي هو نظير رقمي للنسخة الواقعية سواء كانت مجسما مادّيا أو رقميا، ووضع تحليل وتنبؤ كامل لجعل استخدامه أفضل وأكثر إنتاجية وجودة.