كشف مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية تبنى الجمعية إصدار كتاب متخصص، يجمع مخطوطات ووثائق تتجاوز الـ300 وثيقة ومخطوطة في شتى العلوم لـ30 مشاركًا، يمثلون مكتبات «أفراد وأسر» في الأحساء، بينها مخطوطات من القرون السادسة والثامنة والتاسعة والعاشرة الهجرية، وذلك وفق منهجية علمية «أكاديمية»، وآلية تُبرز قيمة المادة العلمية للمخطوطات والوثائق، مع إعادة كتابة التعريف كاملًا، والمقدمة، والعنوان، والمؤلف، والناسخ، وسنة التأليف، وسنة النسخ، والشرح، والتحقيق.

أسماء العملات

أشار عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية، علي المهيدب، إلى أن الكتاب، المزمع جمعه وإصداره، يمثل أرشفة لمخطوطات ووثائق الأسر والأفراد في الأحساء، وفرزها بالطرق الحديثة، وإخراجها وإتاحتها للجميع، لتكون شعاعا ثقافيا لإبراز تاريخ المحافظة، مبينا أن اللجنة العلمية في المعرض اشترطت لمشاركة المخطوطة ووثيقة أن تكون «أصلية» فقط، ولافتًا إلى أن هناك معارض تاريخية أخرى مقترحة، من بينها: أسماء العملات الدارجة في المخطوطات، ومعاني الكلمات الدارجة في الزراعة، ومعارض بمسارات أخرى متعددة، يستفيد منها الباحثون والأكاديميون والمهتمون بالمخطوطات والوثائق.

الزخارف القديمة

أضاف المهيدب أن الجهة المختصة في الجمعية بصدد إصدار عدة كتب متخصصة في التراث والزخارف القديمة لمختلف مناطق المملكة، ومن بينها الأحساء، وذلك على غرار الكتاب الذي أصدرته الجمعية أخيرًا للتراث والزخارف النجدية، بجانب الاستفادة من المواسم السياحية في مختلف مناطق المملكة من نوفمبر إلى مارس (اعتدال الأجواء) في إطلاق معارض وفعاليات متخصصة، لخدمة الثقافة بشكل عام، والتراث والتاريخ بشكل خاص، داعيًا الجميع إلى إتاحة كل الوثائق التي يمتلكونها، حتى يمكن الجميع من الاستفادة منها، سواء في تاريخ المنطقة أو أعلام أو مشايخ أو كتّاب أو شخصيات المنطقة، لمعرفة الأحساء قبل مئات السنوات في مجالات متنوعة.

قراءتان.. رسم ومعنى

أبان رئيس قسم المخطوطات في مكتبة الملك فهد الوطنية، الباحث إبراهيم اليحيى، أن قراءة المكتوب بخط اليد في المخطوطات والوثائق تحتاج تدريبا ومرانا وطول معاناة، ليصل المرء إلى مستوى يتحقق معه قراءة كثير من النصوص بيسر وسهولة، فكل ناسخ أو كاتب له طريقة معينة في رسم الحروف، وقد تتغير أشكال رسم الكاتب الواحد بحسب الحال عند تغير القلم أو كان في حالة نفسية غير مستقرة أو في حالة كبر أو برد شديد، أو غير ذلك من الحالات المؤثرة على شكل الكتابة، حيث إن هذه الحالات تؤثر على حسن الكتابة وجودتها، فضلًا عن ضبطها وخلوها من التصحيف أو التحريف.

وقال اليحيى: «هناك قراءتان: قراءة رسم، بحيث تقرأ النص المرسوم أمامك، وعدم الالتفات لأي شيء آخر، لا سياق ولا علم سابق، وقراءة معنى، لمحاولة التوفيق بين النص المرسوم والمعنى المراد وفقًا للسياق أو سلامة النص أو ما شابه ذلك».