من الواجب علينا إبراز التراث الثقافي في مملكتنا الغالية للعالم كله من أقصاه إلى أدناه، وذلك كونه عنصراً مهماً في الحضارة والثقافة الإنسانية، ووضع الخطط اللازمة لحماية الآثار من التشوهات، وتأهيل المواقع الأثرية وتنميتها بشكل مستدام. وبلادنا المملكة العربية السعودية مليئة بالآثار سواء في مدنها الأثرية أو في قراها أو بواديها من البحر الأحمر إلى الخليج العربي ومن شمالها إلى جنوبها وفي متاحفها، وعلى واجهات الجبال قد لا تمر على أي منطقة فيها إلا تجد فيها آثاراً للأمم السابقة التي سكنت هذه البلاد أو مرت بها ولكن ما يحز في النفس هو تعامل البشر الخطأ مع الآثار، سواء كانت مدناً أثرية أو نقوشاً على واجهات الجبال أو حتى الآثار المنقولة في المتاحف. لقد شاهدت بأم عيني تشويه الآثار من البعض وبخاصة الكتابات والرسوم الأثرية على واجهات الجبال، هناك من البشر من لا يقدرون قيمة التراث فبعض الناس يكتبون أو يحفرون أسماءهم على الآثار وفي المناطق الأثرية فهل هذا جهلٌ منهم أو لا مبالاة .. إننا نثمن عالياً مبادرة هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية لعمل مشروع، هو الأول من نوعه، لإزالة التشوهات بالمواقع الأثرية وحماية التراث والآثار في المملكة. ومن خلال هذا المشروع ستتم إزالة التشوهات من كتابات عبثية، ورسومات خطها من يفتقد إلى المعرفة بقيمة الآثار. والمشروع الذي أطلق منذ أيام يشمل مختلف المناطق التراثية بالمملكة، ولذلك قامت هيئة التراث بوضع خطة متكاملة من خلال الأثريين والمهندسين والفنيين، لكي يتم تأهيل المواقع الأثرية هذا ما أردت إيضاحه، وبالله التوفيق.