تتسم الشخصيات المتطرفة دينيا ودنيويا بأقوال وأفعال لا يخطئها من له باع في الاطلاع على خفاياها وخباياها، وربما أكون من الذين كتبوا عن ذلك كثيرا، بطريقة مباشرة أو بالتلميح من طرف خفي، وفي مقالي هنا لا أدري لماذا وجدتني محتاجا للتعريج من جديد على ما أعتقد أنه فاتني تدوينه، أو ربما أن الواقع فرضه علي لأكتب عنه مرة أخرى.
لعل من أبرز سمات المتطرفين عشقهم البالغ في بث الخوف في النفوس، وترويع الخلق، والحديث المكثف عن الموت، وعلامات القيامة، والنار وانتظارها لأهلها، واستماتتهم في التأكيد على أن كل حوادث الدنيا المؤلمة خلفها مؤامرات ودسائس ومكائد غربية؛ ومن سماتهم أيضا عدم الاعتماد فيما يدعونه من معارف إلا على الأمزجة الشخصية، مع إهمال مقصود لحجج من لم يوافق أفكارهم وتطلعاتهم ومعتقداتهم، وبعدهم تمام البعد عن التأمل في الواقع، فضلا عن عدم الإبداع في التعامل مع محدثات الحياة؛ وحكاياتهم مع من يحكمونهم معروفة، ومبنية دائما على أن الحكام إن لم يكونوا كفرة، فهم للكفر والكفار أقرب، فهم في زعمهم يقودون المجتمعات إلى الجهل والجاهلية، ويعتمدون في زيفهم على مقولات سياسية تطفح بمصادرة الآراء، وادعاء الحق، مع الطعن في الصادقين، والتنقيص من المخلصين؛ ومن سماتهم الملحوظة والمفضوحة عدم إيمانهم بالحوار مع الآخر، ولا بحرية الدين ولا التدين، وقائمة السمات أكبر وأطول من هذا كله.
آثار التطرف خطيرة، وبالذات على الحياة الاجتماعية؛ فالقدرات الذهنية المعطلة سبب مباشر في الركود، ومؤخرة للإنتاج، ودافعة للخلف والتخلف، وباب للعنف والصراع والعداء، وإتلاف العقل بل والحياة؛ ومن هنا كان لا بد من التفكير الجاد في كيفية الخروج العاجل من هذه الأزمات، والبداية تكون بالوقوف عند المسببات، ثم تجفيف المنابع، وتتبع الجذور، وهذه مهام الجهات الرسمية، مع مؤسسات المجتمع المدني، ومعهما كل صاحب علم أو خبرة أو حب للاعتدال والوسطية والتوازن الحياتي العام؛ ومن المكرر الجميل قول الشيخ ابن رجب الحنبلي في كتاب (جامع العلوم والحكم)، عند شرحه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا..»، يقول رحمه الله: «لما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين، وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله، وقد يكون في نفس الأمر معذورا، وقد لا يكون معذورا، بل يكون متبعا لهواه، مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه؛ فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق، وهذا الظن خطأ قطعا، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه، فهذا الظن قد يخطئ ويصيب، وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرد الهوى، أو الإلف، أو العادة..»؛ وهو ما يؤكد حاجة زمننا اليوم للمعتدلين في الاعتقاد وفي المواقف، وللذين لا يجنحون إلا للاستيعاب والتعامل بالحسنى والإحسان، وللذين يمقتون الجفوة والفجوة، وللذين يحترمون الآخرين في الخفاء والعلن.
لعل من أبرز سمات المتطرفين عشقهم البالغ في بث الخوف في النفوس، وترويع الخلق، والحديث المكثف عن الموت، وعلامات القيامة، والنار وانتظارها لأهلها، واستماتتهم في التأكيد على أن كل حوادث الدنيا المؤلمة خلفها مؤامرات ودسائس ومكائد غربية؛ ومن سماتهم أيضا عدم الاعتماد فيما يدعونه من معارف إلا على الأمزجة الشخصية، مع إهمال مقصود لحجج من لم يوافق أفكارهم وتطلعاتهم ومعتقداتهم، وبعدهم تمام البعد عن التأمل في الواقع، فضلا عن عدم الإبداع في التعامل مع محدثات الحياة؛ وحكاياتهم مع من يحكمونهم معروفة، ومبنية دائما على أن الحكام إن لم يكونوا كفرة، فهم للكفر والكفار أقرب، فهم في زعمهم يقودون المجتمعات إلى الجهل والجاهلية، ويعتمدون في زيفهم على مقولات سياسية تطفح بمصادرة الآراء، وادعاء الحق، مع الطعن في الصادقين، والتنقيص من المخلصين؛ ومن سماتهم الملحوظة والمفضوحة عدم إيمانهم بالحوار مع الآخر، ولا بحرية الدين ولا التدين، وقائمة السمات أكبر وأطول من هذا كله.
آثار التطرف خطيرة، وبالذات على الحياة الاجتماعية؛ فالقدرات الذهنية المعطلة سبب مباشر في الركود، ومؤخرة للإنتاج، ودافعة للخلف والتخلف، وباب للعنف والصراع والعداء، وإتلاف العقل بل والحياة؛ ومن هنا كان لا بد من التفكير الجاد في كيفية الخروج العاجل من هذه الأزمات، والبداية تكون بالوقوف عند المسببات، ثم تجفيف المنابع، وتتبع الجذور، وهذه مهام الجهات الرسمية، مع مؤسسات المجتمع المدني، ومعهما كل صاحب علم أو خبرة أو حب للاعتدال والوسطية والتوازن الحياتي العام؛ ومن المكرر الجميل قول الشيخ ابن رجب الحنبلي في كتاب (جامع العلوم والحكم)، عند شرحه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا..»، يقول رحمه الله: «لما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين، وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله، وقد يكون في نفس الأمر معذورا، وقد لا يكون معذورا، بل يكون متبعا لهواه، مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه؛ فإن كثيرا من البغض كذلك إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق، وهذا الظن خطأ قطعا، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه، فهذا الظن قد يخطئ ويصيب، وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرد الهوى، أو الإلف، أو العادة..»؛ وهو ما يؤكد حاجة زمننا اليوم للمعتدلين في الاعتقاد وفي المواقف، وللذين لا يجنحون إلا للاستيعاب والتعامل بالحسنى والإحسان، وللذين يمقتون الجفوة والفجوة، وللذين يحترمون الآخرين في الخفاء والعلن.
