لا يستطيع أي سائح أو زائر أو ضيف على منطقة نجران أن يفوت فرصة زيارة قصر بئر جعد الطيني والتاريخي، ذلك القصر الشاهق والشامخ والملفت للأنظار لجماله وروعة تصميمه ودقة الهندسة في بنائه والذي يتوسط المزارع الخضراء وأشجار النخيل ويطل على قمة جبل أبو همدان وقلعة رعوم التاريخية من الغرب بمركز وقرية الحضن جنوب غرب نجران، والذي يعود تاريخ بنائه إلى 1307 للهجرة، ويتكون من 7 أدوار بنيت من لبن الطين المخلوط بالتبن، وأسقفه من جريد وجذوع النخل والأثل، وأساسه من الحجارة والطين، ولازال يحتفظ بباب مدخله العملاق والأثري وعند تفقد واطلاع السواح الذين يقدمون من داخل المملكة ومن العديد من الدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية وعند وصولهم إلى قمة القصر وسطحه، تجذبهم وتدهشهم المناظر الساحرة فيقومون بالتقاط أجمل الصور والفيديوهات التذكارية.

300 ألف للترميم

يقول سداح مانع آل حيدر أحد الورثة المالكين للقصر لقد ورث والدي وعمي حمد هذا القصر من والدهم الشيخ علي بن مانع آل حيدر، والمعروف بقصر الشيخ علي بن مانع (قصر بئر جعد)، حيث المكان والموقع الدي تم بناؤه فيه، والذي قام ببنائه قبل 138 عاما، وورثناه نحن أحفاده وحرصنا جميعا على الحفاظ عليه، حيث يعتبر إرثا تاريخيا نعتز به ونفخر نحن وأجيالنا والأجيال القادمة، ولم نتوان عن القيام بترميمه وإصلاح ما كان آيلا للسقوط والحفاظ على نمط بنائه وشكله وتصميمه وفتح المجال للسائحين والزائرين من داخل المملكة ومن دول عديدة خليجية وعربية وآسيوية وأوروبية وأمريكية، يأتون معظمهم هم وعائلاتهم للتجول داخله وتزويدهم بكافة المعلومات والإجابة على جميع أسئلتهم الواردة وقد تم ترميمه قبل 10 سنوات، حيث كلف ترميمه ما يقارب الـ 300 ألف ريال تكفل بها جميع الورثة، وكان يقطنه أكثر من 5 أسر وتسمى (حلل)، ويتميز بدقة الهندسة في بنائه وصلابته وارتفاعه الشاهق، حيث يكشف قرية الحضن وما جاورها بالكامل ويطل على مناظر طبيعية خلابة تجذب وتذهل السواح والزوار فلا يفوتون التقاط أجمل الصور التذكارية، وهم مبدعون في ذلك ويقوم العديد بإرسالها لنا؛ حيث لا زال التواصل مع معظمهم قائما.

إهداء جنبية

وكان أحد ورثة القصر سداح آل حيدر قد احتفى بأحد زوار المنطقة وضيوفها وأحد زائري قصر بئر جعد من دولة العراق الشقيق، وقدم له واجب الضيافة، وتم إهداؤه (الجنبية النجرانية) حيث قابلها الضيف بسعادة بالغة، وعبر عن بالغ تقديره وشكره لنجران وأهالي نجران على ما وجده من رحابة صدر وكرم ضيافة وحفاوة استقبال غير مستغربة.