السقالات المعرفية هي نموذج فكري يستخدم لشرح كيفية اكتساب المعرفة وتنظيمها في العقل البشري مثل الأطوال الداعمة التي تُستخدم في بناء المباني، حيث توفر هذه السقالات الهيكل والدعم اللازمين للفرد ليتمكن من اكتساب المعرفة الجديدة وتطوير مهاراته. ويعتمد نموذج السقالات المعرفية على مفهوم "المساعدة المؤقتة"، حيث يتم توفير الدعم والتوجيه للفرد للوصول إلى مستوى معرفي جديد. وتبدأ السقالات بمستوى معرفة مبسط يكون مألوفًا للفرد، ثم يتم توفير توجيه ودعم تدريجي للتقدم نحو مستويات معرفية أعلى وأكثر تعقيدًا. ويبدأ المعلم بتقديم المعلومات الأساسية والمفاهيم الأولية، ثم يقدم دعماً تدريجياً وتوجيهاً إضافيًا للطلاب لاستيعاب مفاهيم أكثر تعقيدًا. وبمرور الوقت، يتم الانتقال من الدعم المؤقت إلى التعلم المستقل حيث يكون الطلاب قادرين على فهم المفاهيم وتطبيقها بشكل مستقل. ويعتبر نموذج السقالات المعرفية فعالًا في تعزيز عملية التعلم وتطوير المهارات، حيث يساعد في بناء الثقة والاستقلالية لدى الأفراد.

وتسعى وزارة التعليم إلى تمكين مدارسها من خلال تقديم سقالات ليست معرفية بل اشرافية "النموذج الاشرافي الجديد" والتي تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتطوير القدرات في المدارس. ويتميز هذا النموذج بنهجه الشامل الذي يركز على تعزيز التعاون والشراكة بين جميع أعضاء المجتمع المدرسي، بما في ذلك المعلمين والإداريين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع المحلي. وتحويل الدور التقليدي للإدارة المدرسية إلى دور يركز تشجيعها على اتخاذ قرارات مستقلة والمسؤولية عن تطوير وتحسين العملية التعليمية. وحرية اتخاذ القرارات التعليمية وتطوير البرامج الدراسية وتحسين ظروف العمل واختيار الأساليب التدريسية التي تتناسب مع احتياجات الطلاب ومتطلبات المجتمع. وتوفير فرص التعلم المستمر والتدريب المهني. والتركيز على تقييم الأداء وتحسين الأداء بناءً على معايير محددة لتحليل نقاط القوة ونقاط التحسين لتحقيق التحسين المستمر. وتعزيز التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي.

وفي رأيي بأن المدارس حتى تصل إلى التمكين فإنها لا تحتاج إلى سقالات إشرافية بل تحتاج إلى دعامات لفترة زمنية أطول وجهد أكبر فالنظام الإشرافي الجديد يواجه العديد من العوائق ومنها التدريب والتطوير، وتطوير المناهج الدراسية. والبنية التحتية التكنولوجية القوية الداعمة. كذلك قد تواجه بعض المدارس صعوبة في توفير الأجهزة والشبكات الضرورية لتشغيل النظام. وقد يكون هناك أيضًا تحديات في توفير الاتصال بالإنترنت عالي السرعة في بعض المناطق النائية، مما يعوق تنفيذ النظام بشكل فعال. وقد يكون من الصعب على بعض المعلمين الإداريين والطلاب وأولياء الأمور وغيرهم التكيف مع التغييرات في الطرق التقليدية للتدريس والإدارة. ويجب إدارة هذه المقاومة بعناية والعمل على توعية المعنيين بفوائد وأهداف النظام الجديد.