كتبت العنوان بعاليه قبل ربع ساعة من الثالثة بتوقيت القاهرة حيث هي الساعة الحاسمة لأسخن الملفات المصرية بعد الثورة. ومن اللافت بمكان أن العملية برمتها تبرهن عن حبو العربي مع الديموقراطية. نصف مصر الآن في ميدان التحرير ونصفها الآخر في ميدان عبدالمنعم رياض المقابل. كلا الفريقين يؤكد فوزه بنسبة مئوية (واحدة) فوق الخمسين وهذه هي ذروة الانقسام. محمد مرسي يؤكد على حسم الموضوع بإرادة الشعب، وهي بالطبع، وباعترافه إرادة منقسمة. وفي المقابل يراهن شفيق على أن اسمه سيرد أولاً، ربما لأنها الأبجدية. كل فريق يدعي – حب مصر – رغم أنه يدفعها إلى فوهة البركان. حفظ الله مصر التي لا يعرف أحد كيف ستكون بعد بضع دقائق.
حفظ الله مصر: عسكري يدعو إلى دولة مدنية، وإخواني يدعي أنه المدني. هؤلاء لا يقرؤون حتى المعنى البسيط (للمدنية) في حروفها الخمسة. المدنية الحقيقية هي أن تقبل إرادة الشعب. أن تثق في رأس القضاء المصري النزيه. المدنية أن تذهب بعد (الثالثة) إلى الجامعة والمصنع والمختبر من أجل بناء مستقبل مصري. المدنية الحقة ألا تبقى الميادين (نيلاً) اعتسافياً للعرق.
حفظ الله مصر التي عاشت رغماً عنها لعام ونصف في الشوارع والميادين وآن لها الآن أن تغلق. آن لكل الأفواه، ومن أجل مصر، أن تسكت. لا يمكن أن يكون نصف شعب مصر من – الفلول – إذا ما فاز شفيق، ولا يمكن لنصفها الآخر أن يكون كتلة متطرفة لأنها اختارت مرسي. النسبة المئوية الضئيلة الضيقة ما بين الفريقين تبرهن أنه لا توجد في مصر أقلية ولا توجد فيها أغلبية. أنا أكتب قبل دقائق من الإعلان ومن يدعي على الآخر إرادة النصر بالتزوير إنما يهزم مصر. هؤلاء يدعون الانتصار على حساب هزيمة مصر. حفظ الله مصر التي كلما حاولت أن تنتصر على ظروفها هزمتها النخبة. أنا أكتب قبل دقائق من إعلان رئيس مصر ولا أعلم هل سيهزمها الفائز أم سيغتالها المهزوم. هل (سترسو) على بر الأمان مع مرسي أم سنشفق عليها مع شفيق. كل ما أعرفه أن مصر متعبة ومرهقة وكل ما أعرفه أن مصر لا تقود نفسها وحدها إلى مستقبل غامض مجهول، بل تقود أمتها العربية كاملة إلى هذا المأزق، حفظ الله مصر.