(1)

قصائد «أدعياء الشعر» الذين «نفختهم» الحمية القبلية، والشللية، والمراهقات، والعوام الذين تبهرهم الخلفية الموسيقية، والقطيع الذي عُدم التفكير النقدي، ويخشى أن يعاكس التيار، فيعجب بما أعجب به الناس، هي قصائد رديئة بالضرورة مهما كانت نجومية الشاعر التي تم صنعها بثمن بخس.

(2)

بسبب «هبوط الذائقة من جهة، والجهل بالشعر من جهة أخرى، بين ظهرانينا «نجوم» يتمتعون بجماهيرية كبيرة، رغم الإنتاج الرديء، حيث تفتقد أغلب نصوصهم لأهم فنيات القصيدة، والعمق، والتي اختصرها داهية الشعر الشعبي «خلف بن هذال» حين قال ذات جنادرية: «الشعر سبك وحبك معنى وتجزيل»؟!

(3)

بيننا «شعراء» يعتمدون القصيدة «أم 44» موضوع، فتجد الغزل، والحزن، والفرح، والعتاب، والرياضة، والسياسة، والطقس، والجغرافيا، والاقتصاد، والتاريخ، والسيارات، تجتمع كلها في بناء هزيل، فضلًا عن الأخطاء الفادحة في المعلومات، واللغة، والعسف الذي يأتي بلا مبرر، ثم يصفق لهم «العوام»، وتصنع لهم الأمسيات، حتى أكملت «السوشيال ميديا» المربع الناقص لنبتلى بمرحلة معدومة الشعر سيما أن الشعراء الحقيقيين ابتعدوا تاركين الساحة فارغة.

(4)

التصاميم، والصور، والمقاطع، والأمسيات، والبرامج «المادية» و«الجمهور»، تصنع «الفقاعات»، أما الخلود فهو للشعر والشعراء الحقيقيين الذي يحترمون أنفسهم، والقصيدة، والعمق.

(5)

«العمق» هو سبب خلود القصيدة، وتبقى القصيدة - مهما عبثوا - ذات موضوع واحد، وهدف موحد، وروح متفردة، أما قول كل شيء وعلى المتلقي انتقاء ما يناسبه، فهذا خطأ جسيم، والأكثر خطأ قلة الوعي لدى العامة.

(6)

بقي أن نقول أن القصائد التي لا تؤثر تشبه كثيرًا «فاتورة المغسلة»، لا لون لها، ولا طعم، ولا رائحة، ولا قيمة، ولا تحترم المتلقي!، فـ «التأثير» معيار لكل «إبداع».

(7)

" لا تحسب أن دمعي نزل دون سبّه

أبكي من الفرقا وهي ما بعد جات"

محمد بن فطيس