ماذا تريد المرأة السعودية؟ المرأة في كل مكان؟ والمرأة التي لا تريد شيئا؟ بالتأكيد كلهن يردن شيئا ما وليس أهم من الحياة الكريمة والمريحة، إنها تريد أن تكون سعيدة تحصل على متطلباتها البسيطة وحقوقها كما ينبغي لأي إنسان كامل الأهلية في أي مكان من هذا العالم الذي يُملي عليها الكثير من الواجبات ويمنحها القليل من الحقوق. ينبغي أَلا تكون النساء قوارير زجاجية تُحفظ في صناديق خشبية وذلك فقط لأنهن يعرضن الرجال للغواية بينما لا يوثق قيد الرجال عن السطو على حياتهن، هذا إذا كنا ننتهج عدالة "ولهن مثل الذي عليهن".

إضافة إلى مطالبات أخرى، فإن النساء اللواتي يردن أن يعملن بائعات في محلات "اللانجري" أو مراكز تجارية.. كلهن على حق، كلهن يردن أن يتواجدن في الحياة، وفي أوطانهن بالطريقة التي تحقق لهن وجودا حقيقيا، لكونهن مواطنات، ولكن انتزاع هذه الحقوق منهن والتضييق عليهن أحدث شرخًا عميقًا في رؤيتنا لما يجب أن تحصل عليه النساء من الاستحقاق، وواقع الحال هذا أضحى نتيجة لتحكُّم أطراف عديدة بها، وتشابكها وتداخلها أمر مرفوض ومخيف إلى حدٍّ كبير. وكلّ هذه الأمور هي آليات غير عادلة تجعلها إنسانا من الدرجة الثانية.

الخطاب الذي يدعو إلى سلب المرأة حقها هو خطاب من دون معنى ومضمون، ومن جانب آخر فإن هذه القضايا التي تمس حقوق المرأة يتم تسليط الضوء عليها في الغرب بشكل كبير. وليس من المجدي أن نعززها مقابل النيل من حقوق صغيرة في مساحتها كبيرة في تأثيرها فيما يخص عمل المرأة أو حاجاتها الأخرى. لنرى ماذا يقول الآخر، وأعني بالآخر هنا هو المجتمعات التي ليس لديها أدنى فكرة عن تفاصيل شرعية من مثل سد الذرائع أو الخوف على الرجل من المرأة أن تغويه أو عن ولاية الرجل على المرأة فيقول: "المرأة عندكم مواطن من الدرجة الثانية، إنسانٌ دون الإنسان الّذي هو الرجل، الرجل مُتحكم والمرأة مُتَحَكم بها، المرأة حبيسةٌ في بيتها، المرأة عندكم عورة عيبٌ أن تكشفوها، المرأة عندكم شرٌّ مستطير، لذلك فقد تعاملتم مع المرأة معاملة انتقاص ودونيّة".

تتراءى لي كل هذه التفاصيل على درجة عالية من الإزعاج والألم حين تقال عن كيان كامل وليس عن امرأة واحدة بل عن أمة بأكملها. أن تحاط حياة المرأة بسياج حجج مجتمعية وقيمية ودينية وشعارات جذابة فإن هذا يجعلنا لا نصل إلى تصور واضح حول ما تريده المرأة، مما يجعل الأمر ملتبسًا، فنصبح ضحايا عقليات لا ترى إلا من زاوية واحدة. فما تعرف من هو عدو المرأة أو من يريد إنصافها.

إننا نسير بسرعة قياسية نحو إصلاحات مجتمعية بأكثر مما قد نتوقع ولا يجب أن نهمل هذا كله من أجل التفكير بسد ذرائع قد تحدث أو لا تحدث، بحيث نحتاج إلى وعي إلى قانون يسعى إلى حلول عملية لوقف عرف الساعين إلى الفضيلة على حساب الحياة الكريمة، فيما هما وجهان لعملة واحدة.