بينما اقتحمت القوات الإسرائيلية المنشأة لليوم الثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة، كانت الغارة بمثابة ضربة جديدة لمجمع الشفاء الطبي، الذي لم يستأنف عملياته إلا بشكل جزئي بعد الغارة الإسرائيلية المدمرة في نوفمبر، أظهر المقياس العالمي اقتراب كلا من غزة وهايتي من المجاعة الكارثية الخطيرة، والتي تعد هي المستوى الأعلى، من المراحل الخمسة،وتفسر المجاعة بأنها «عدم القدرة المطلقة على الوصول إلى الغذاء لمجموعة كاملة من السكان أو مجموعة فرعية من السكان، مما قد يسبب الوفاة على المدى القصير».

حيث يكافح مئات الآلاف من الناس في كلا المنطقتين لتجنب المجاعة.

هذا وفقًا لخبراء الأمن الغذائي وجماعات الإغاثة، الذين يحذرون من حصيلة الجوع الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة والأزمة في هايتي التي سببتها العصابات الإجرامية التي تهاجم المؤسسات الحكومية الرئيسية في البلاد.

الأمن الغذائي

وفي غزة، يكافح كل سكان تقريبًا للحصول على ما يكفي من الغذاء، ومن المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص - نصف السكان - أعلى مستوى من الجوع الشديد في الأسابيع المقبلة، وفقا لتقرير صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي وكالة تعمل على مراقبة الجوع على مستوى العالم. وحذرت المجموعة من أن المجاعة قد تحدث في غزة في أي وقت بين منتصف مارس ومايو دون وقف الأعمال العدائية والوصول الفوري إلى الإمدادات والخدمات الأساسية.

وتقول جماعات الإغاثة إنه في هايتي، هناك حوالي 1.4 مليون شخص على حافة المجاعة، وأكثر من 4 ملايين بحاجة إلى المساعدة للحصول على الغذاء.

ولكن ماذا يعني أن تقع المنطقة في المجاعة؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك في هذه الأماكن بهذه السرعة؟ إليك ما تحتاج إلى معرفته:

ما هي المجاعة؟

وتم إنشاء IPC، وهي مجموعة مكونة من 15 منظمة وجمعية خيرية عالمية، في عام 2004 أثناء المجاعة في الصومال.

وتستخدم المجموعة مقياسًا من خمسة مستويات لرصد إمكانية الوصول إلى الغذاء ومستويات الجوع.

المجاعة هي المستوى الأعلى، المرحلة الخامسة، «عدم القدرة المطلقة على الوصول إلى الغذاء لمجموعة كاملة من السكان أو مجموعة فرعية من السكان، مما قد يسبب الوفاة على المدى القصير».

ويحدث ذلك عندما تعاني 20 % من الأسر من نقص شديد في الغذاء، ويعاني 30 % من الأطفال من سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان بالغان على الأقل أو أربعة أطفال لكل 10.000 شخص يوميًا بسبب الجوع التام أو التفاعل بين سوء التغذية والمرض.

ويتبع هذا المستوى الأعلى مستويات «الأزمة» في المرحلة 3 والمرحلة 4 «للطوارئ» من الاحتياجات الغذائية. في جميع أنحاء العالم، يواجه ما يقرب من 158 مليون شخص حالات جوع أزمة أو ما هو أسوأ من ذلك، وفقًا للتصنيف الدولي للبراءات. الجوع وسوء التغذية

وقال توبياس ستيلمان، مدير الخدمات الفنية والابتكار في مجموعة المساعدة العمل ضد الجوع، إن الجوع هو المصطلح غير الرسمي للشعور الذي يحدث «عندما تحتاج أجسادنا إلى الطعام أو تتوقعه». وتقول جماعات الإغاثة أن الجوع يحدث عندما لا يتمكن الناس من تحمل تكاليف التغذية الكافية أو الحصول عليها جسديًا لفترة طويلة من الزمن.

وسوء التغذية هو حالة طبية تحدث عندما لا يحصل الأشخاص على السعرات الحرارية المناسبة للنمو والعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى مشاكل صحية. وإن أخطر أشكال سوء التغذية هو سوء التغذية الحاد الوخيم، والذي يحدث عندما يكون الأطفال نحيفين للغاية بالنسبة لطولهم.



الموت السريع

واضاف ستيلمان: «يمكن أن يحدث هذا فجأة، بسبب أزمة جوع حادة، أو يمكن أن يحدث مع مرور الوقت».

بينما المجاعة ليست مصطلحًا تقنيًا، ولكنها تصف المعاناة الشديدة أو الموت الناجم عن نقص الغذاء.

حيث عبر عنها بإن الموت جوعًا يمكن أن يأتي «بسرعة مدهشة». فبدون طعام، يستخدم الجسم الكربوهيدرات والدهون أولاً، ثم يتحول إلى تكسير البروتين، بما في ذلك العضلات والأعضاء الحيوية. ويبدأ الجسم في إيقاف وظائفه، بما في ذلك عملية الهضم، مما يجعل من الصعب امتصاص أي مواد مغذية متوفرة.

ويعاني الناس من التعب الشديد ويصبحون خاملين بينما يحاول الجسم الحفاظ على الطاقة.

وبدون علاج متخصص، تتوقف الأعضاء عن أداء وظائفها ولا تستطيع دفاعات الجسم مقاومة العدوى. في كثير من الأحيان، يموت الأشخاص الذين ليس لديهم طعام بسبب الالتهابات الشائعة. إذا لم يحدث ذلك، تتوقف الأعضاء الحيوية عن العمل ويتوقف القلب.

الأكثر عرضة للخطر

ويعد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية. وقال الخبراء إنه في الأزمات الحادة مثل تلك التي شهدناها في غزة، يؤثر سوء التغذية على الأطفال الأصغر سنا أولا.

تركيز الاهتمام العالمي

ماذا سيحدث إذا تم إعلان المجاعة؟ سيتم إعلان المجاعة من قبل كبار مسؤولي الأمم المتحدة بناءً على معايير التصنيف الدولي للبراءات. ولا يحمل مثل هذا الإعلان أي التزامات ملزمة لأعضاء الأمم المتحدة أو دولها، ولكنه يعمل على تركيز الاهتمام العالمي على المشكلة.