يشتكي بعض الموظفين من قلة البركة في الراتب الشهري ويدعون أنه يتبخر في الأسبوع الأول من إيداعه في حسابهم ويبقوا على القليل الباقي منه وعينهم على تاريخ صرف الراتب القادم لكى يفوا بالإلتزامات ويوفروا الاحتياجات وهناك فئه منهم تعيش في أول الشهر عيشة الأثرياء وفى أخره كعيشة الفقراء يختصر ويلغي بعض الطلبات و يقترض مالا لسد احتياجاته وهو في كر وفر حتى يتم إيداع الراتب القادم في حسابه ودوايك على هذا الحال كل شهر معلل ذلك بقلة البركة من دون أن يكلف نفسه ويتعرف على أسباب حلول البركة ونزعها ولا شك أن البركة إذا نزلت في المال صار كثيرا وإذا نزعت منه صار قليلا.

وحقيقة الأمر ومكمن الخلل في أربعة أمور متى ما استطاع الموظف ضبطها فستحل البركة في ماله ويعيش عيشة هنيئة طوال الشهر فالأمر ليس كما يعتقد البعض أنه مرتبط بمبلغ الراتب بل تجد من يشكي من قلة البركة وراتبه تجاوز الـ ٢٠ الف ريال وفي المقابل آخرون يتقاضون رواتب لا تتجاوز الـ ٦ آلاف ريال ولا يعانون من مايعاني منه صاحب الراتب العالي بل يتدبرون أمرهم ويدخرون من رواتبهم مبلغا وهنا تأكيد على أن المشكلة الرئيسية ليس بسبب قله الراتب بل هناك أسباب كثيرة ينبغي لكل موظف أن يضعها في حسبانه ويقف عندها لكى لاتنزع البركة من راتبه.

من أهمها أداء العمل على أكمل وجه فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه فهذا توجيه نبوي شريف بداية بالتقيد بالحضور والانصراف وعدم الانسحاب من العمل وبذل الجهد في أداء ما كلف به خاصة إذا كان عمله يتعلق بخدمة الأخرين وبسبب أهماله قد يتسبب بالضرر للغير فلب الموضوع مراعاة الله في عمله وفي كل ما أتمن عليه.

وهناك ماحقات للبركة كالربا والسرقة والرشوة على أى صفة كانت فالحذر من الإنزاق في فتنة المال المحرم وشبه الحرام فالحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس.

ومن جالبات الرزق والبركة الصدقة اليومية ولو بمبلغ قليل فما نقص مال من صدقة فهى وصفة مجربه فأحب الأعمال إلى الله أدومها وأن قل.

ولعل من ناسفات الراتب هو كل ما أراد شيء اشتراه وشعاره ( أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب). فضبط النفس مطلوب في الصرف فيكون في منطقة الوسط، لا مبذر ولا بخيل، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: رأى عمر بن الخطاب لحما معلقا في يدي فقال: ماهذا يا جابر؟ قلت اشتهيت لحما فاشتريته فقال عمر: أو كلما اشتهيت اشتريت.

عموما المصروفات تنقسم إلى قسمين ( التزامات) و( كماليات)، فلا تغرق نفسك بالقروض فتزداد التزاماتك ،ولاتهدر راتبك في الكماليات، فليس كل ما اشتهيت اشتريت.