في وسط منطقة جدة التاريخية يتربع مركز ومتحف عميد الفن السعودي الموسيقار العسكري الفنان طارق عبد الحكيم؛ حيث تُعرض بداخله الأدوات الموسيقية التي كان يستخدمها والأعواد والبدل العسكرية، إلى جانب مجموعة من الشهادات التقديرية والنوتات الموسيقية، منها المجرور الطائفي الذي تميز به.

أبرز محطات الموسيقى العسكرية

تُعرض داخل المتحف أفلام وثائقية عن سيرة طارق العسكري لقرابة 30 عاما ما بين 1939-1968 ترقى خلالها إلى رتبة عميد في عام 1961م، وحصل على لقب عميد الفن السعودي، اعترافا بالتزامه العسكري، ويُعرض أيضا فلم يوضح انضمام طارق إلى الجيش عندما كان مراهقا في الطائف، وظل طارق دوما يعزف الموسيقى على عوده في المساء؛ حيث لاقى الإعجاب الكبير من جانب زملائه الجنود، سواء أكان داخل المملكة أو خارجها، وأنشأ طارق فرقة أوركسترا عسكرية كاملة تعنى بتأدية العروض في المناسبات الوطنية.

الآلات الموسيقية

تُعرض داخل المتحف مجموعة من الآلات الموسيقة من أهمها كمان سامي الشوا وعود محمد القصبجي، وتفيض مسيرة طارق عبد الحكيم الاستثنائية بالإنجازات ووفرة الجوائز والأوسمة؛ إذ حقق نجاحا منقطع النظير بفضل تفانيه الذي لا يتزعزع وشغفه الذي لا حدود له، ونال إعجاب أقرانه والمؤسسات الوطنية المختلفة، ومنها حصوله على جائزة المجلس الدولي للموسيقى في منظمة الأمم المتحدة للتربية.

العلم والثقافة

من بين الأوسمة العديدة التي حصدها طارق كانت جائزة المجلس الدولي للموسيقى، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو ) في 1981م، وهي الأرفع شأنا، حيث شملت قائمة الحائزين على الجائزة قبل طارق كلا من عازف السيتار الهندي رافي شانكار، وعازف الكمان مينوهين، وقائد فرقة موسيقى الجاز الأمريكي بيني غودمان، والأسطورة المصري رياض السنباطي، والمطرب العراقي الكبير محمد القبانجي.

ميدالية الاستحقاق السعودية

منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود قدرت الحكومة إنجازات المواطنين المتفانين في مختلف المجالات، وحصل طارق عبد الحكيم على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية في 1984م تقديرا لجهوده وإنجازاته الفنية.

فرقة التراث الوطني السعودي

ويتم في المتحف عرض مسيرة الفرقة الموسيقية،ففي حوالي 1975م قام الفنان طارق عبد الحكيم بتشكيل فرقة موسيقية تراثية قدمت عروضا أدائية في مختلف مناطق البلاد، وجابت جميع أنحاء العالم خلال التسعينات الميلادية لتقديم عروضها الفنية، ومن ذلك: المملكة المتحدة، وفرنسا وألمانيا والنمسا والدنمارك والمكسيك وكندا وكوريا واليابان وتركيا وتونس والجزائر والمغرب وليبيا ومصر وسوريا والعراق والأردن والسودان ودول الخليج العربي. كما قدمت العديد من العروض الفنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفي 1984م أشادت إحدى الصحف في واشنطن بالفرقة الوطنية السعودية.

عرض أسطوانات

وضم المتحف عددا من الأسطوانات التي غناها هو بنفسة أو غناها مطربون آخرون على أسطوانات الفينيل (الأسطوانات المضغوطة)، مما يشير إلى اهتمام الجمهور الشديد بأغانيه ورغبتهم في اقتناء نسخة ملموسة للاستماع إليها في المنزل أو ضمن إطار بيئة اجتماعية معينة، وقد وردت فكرة تسجيل أغاني طارق عندما كان جنديا شابا متمركزا في الرياض حوالي 1940م، إذ اعتاد تقديم أعماله الفنية أمام زملائه الجنود وأفراد مجتمعه إلى أن عرض أحد رجال الأعمال عليه تمويل المشروع، وشجع طارق على تسجيل أغانيه في البحرين لإيمانه بأنه سيحقق الربح من مبيعات الأسطوانات الموسيقية.