هل هي التجمعات غير المنضبطة، أم عشوائية الترتيب، أو أنها السرعة الجنونية لأحد المتهورين، وتأثير الصيام، التي أحدثت كل هذه الفوضى وتسببت بالحادث الذي وقع قبل أيام في سفرة إفطار صائم لمسجد زهرة العمرة بمكة ؟

الحادث الذي أخذ حيزًا كبيرًا في وسائل الإعلام وتناقله مواطنون في ألم وحزن، خلف تساؤلات كثيرة واستنكارًا مجتمعيًا بعد أن نتج عنه وفاة شخص واحد وإصابة أكثر من عشرين صائمًا؛ إثر انحراف مركبة مسرعة واصطدامها بأخرى، ما أدى إلى انقلاب الأخيرة وانجرافها مسافة أمتار قليلة، مستقرةً في المكان المُخصص لتناول الإفطار ما أسفر عن وفاة وإصابات، إضافة لحالات من الهلع والصدمة.

بيان واضح

ومع أن الحادث فتح أبوابًا على الأخطاء في تنظيم موائد الإفطار؛ إلا أن بيان وزارة الشؤون الإسلامية الذي نشرته في حسابها على تويتر قبيل رمضان بشأن ضوابط استقبال الشهر كان واضحًا حول خدمة إفطار الصائمين في المساجد والساحات.

ووفق البيان، أصدر وزير الشؤون الإسلامية عبداللطيف آل الشيخ، تعميمًا تضمن 10 ضوابط من بينها «عدم جمع التبرعات المالية لمشاريع تفطير الصائمين، وأن يكون إفطار الصائمين إن وُجد في الأماكن المهيّأة لذلك في ساحات المسجد وتحت مسؤولية الإمام والمؤذن»، وأردف الوزير في البيان «أن الوزارة اعتمدت عددًا من الضوابط التي يجب تطبيقها في تنفيذ مشاريع تفطير الصائمين في مساجد وجوامع المملكة، منها منع جمع التبرعات النقدية من قبل منسوبي المساجد، وعدم الإسراف في موائد الإفطار، والتزام الجمعية أو المؤسسة الأهلية التي ترغب بإقامة مشروع تفطير الصائمين بالرفع للوزارة لإصدار التصاريح اللازمة وأخذ الموافقة، وكذلك الالتزام بتوفير وجبات الإفطار من شركات تقديم الإعاشة أو الأماكن المرخص لها من قبل البلدية».

تلا ذلك إيضاح متحدث الوزارة عبدالله العنزي، أن «الوزارة لا تمنع الإفطار بالمساجد، بل تنظمه، بحيث يكون هناك شخص مسؤول يأخذ إذنًا منها، وستكون له تسهيلات في إطار حفظ قدسية المسجد ونظافته وعدم جمع تبرعات غير رسمية».

وبهذا يكون قرار وزارة الشؤون الإسلامية بإقامة الموائد عند الإفطار فقط في باحات الجوامع بعد الحصول على إذن أولا من وزارة الشؤون الإسلامية، كما ألزمت إمام المسجد بتقديم إفطار عيني للصائمين، ويجب عدم استهلاك الطعام بشكل مبالغ به، وأنه يجب على الإمام تقديم تقارير بشكل يومي للوزارة بكل موائد الإفطار العينية التي قدمها.

ساحة آمنة

ما لا يدركه الكثيرون هو أن التنظيم الوزاري لخدمة إفطار صائم يمنع إقامة الإفطار داخل المساجد حتى لا تكون هنالك أي فوضى، ولكنها مع ذلك لم تفتح المجال لافتراش الطرقات بسفرة الإفطار دون تهيئة، بل حددت مكان الإفطار في ساحة المسجد أي بحدود النطاق المرخص كأرض تابعة للمسجد؛ بما يضمن سلامة المصلين والصائمين من مواطنين أو مقيمين، سواء لمساجد الطرقات العامة أو مساجد الأحياء طالما هنالك جهة إشرافية تتابع التنظيم السليم لإقامة المائدة أو السفرة الرمضانية، حيث يتم كل ذلك بعد إصدار تصريح رسمي بمتابعة إمام المسجد أو القائمين من الجهة المنظمة، بما يسمح بممارسة هذه الخدمة بأمان أكثر خاصة أنها وصلت لحد كونها إحدى العادات والتقاليد ونوع من أنواع الموروث الذي يعزز مبدأ التكاتف، والالتفاف على موائد الرحمن.

ردود الأفعال

من جانب آخر وبينما الأجهزة الأمنية ما زالت تُتابع التحقيقات لتحديد ملابسات تِلك الحادثة ومن ثَم استئناف كافة الإجراءات النظامية اللازمة، لقي موضوع الحادث صدى كبيرًا من ردود الأفعال المجتمعية المتباينة، فبينما يرى البعض أن الحادث هو نتيجة طبيعية لما نراه داخل الأحياء السكنية من تهور وسرعة، على افتراض أن سبب الحادث ليس عارضًا صحيًا لسائق السيارة أو عطلًا فيها، شدد آخرون على أهمية اختيار المكان المناسب لإقامة موائد الإفطار، وأن ما حدث كان بسبب عدم توفر مسافة آمنة بين باحة المسجد والشارع، مما يرفع من مستوى تعرض الصائمين لخطر الحوادث، فيما ناقش مهتمون موضوع السرعة الجنونية في آخر ساعات نهار رمضان، التي أصبحت متزايدة في الآونة الأخيرة.

ضوابط لموائد الإفطار

- عدم جمع التبرعات لمشاريع تفطير الصائمين.

- أن يكون الإفطار في باحات وساحات المسجد.

- ينظم تحت مسؤولية الإمام والمؤذن.

- عدم الإسراف في موائد الإفطار.

- التزام الجمعية أو المؤسسة الأهلية بإصدار التصاريح اللازمة.

- الالتزام بتوفير الوجبات من شركات الإعاشة أو الأماكن المرخص لها.

- تسهيلات في إطار حفظ قدسية المسجد ونظافته.

- تقديم تقرير يومي للشؤون الإسلامية بكل موائد الإفطار العينية.