فيما وصف الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري عبدالله الفوزان، المركز بـ«الفكري»، كشف عن تأسيس إدارة للدراسات والبحوث تابعة للمركز، تتعلق بقضايا التعايش في المجتمع السعودي، والتلاحم الوطني، والتسامح في المجتمع السعودي، وتتولى الإدارة كل عامين إجراء دراسات مسحية على مستوى المملكة، لمعرفة درجة التلاحم الوطني في المجتمع، ودرجة التسامح والتعايش بينهم، ورفعها لصناع القرار، وهي مبنية على دراسات علمية.

القواسم المشتركة

أضاف الفوزان أن المركز في بدايات تأسيسه، هدف لجمع أطياف المجتمع المختلفة مع بعضها البعض، وإزالة كل الحواجز النفسية من خلال التواصل فيما بينهم، مؤكدًا أنه في لغة الحوار من الضرورة، البحث عن القواسم المشتركة، ونقاط الالتقاء، وعدم البحث عن نقاط الابتعاد، والمركز ساهم في دعوة مجموعة من النخب والمثقفين، وإشراك الشباب والشابات في الكثير من الحوارات والمناقشات، من بينها: اللحمة الوطنية، والخطاب الثقافي السعودي، وتمكين المرأة، وتمكين الشباب. مركز استطلاع ومعرض وأكاديمية

أبان الفوزان، أن المركز أسس مركزًا لاستطلاع الرأي، ودرب 40 شابة، وجمع 20 مليون رقم هاتفي، وهناك 70 جهة تطلب من المركز إجراء استطلاعات للرأي، بالإضافة إلى تشغيل معرض «تفاعلي»، تقدر تكلفته بـ 20 مليون ريال، لاستقبال طلاب من 5 مدراس يوميًا، لتعليم الطلاب من مرحلة الطفولة إلى الجامعة مهارات وثقافة الحوار والتواصل من خلال التقنية عبر التعليم بالترفيه والاستمتاع، وصناعة جيل قادر على الحوار والتواصل، ومن خلال المعرض التفاعلي، يتم إطلاع الوفود الزائرة للمملكة على جهود السعودية في هذا المضمار، وهناك خطة لتطويره لتوسيع شريحة المستفيدين، كما أطلق المركز أكاديمية «التواصل» للتدريب، لتقديم دورات تدريبية مكثفة، وتوفير حقائب تدريبية متعددة، في قضايا التواصل الأسري وفي مجال العمل، وهذه الدورات تحسب للمتدربين في نقاط الترقية الوظيفية.

مشروع وطني

أعلن انضمام المركز إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة لمنظمات المجتمع المدني المعنية بالحوار والسلام، وفي ذلك بعدًا دوليًا للمركز، وليس محليًا فقط في هذا الإطار، ومن بين شركاء الأساسيين للمركز وزارات التعليم، والإعلام، والثقافة، والرياضة، والغرف التجارية، وللمركز فرعان في المنطقة الشرقية، ومن برنامجه «نسيج» في المنطقة الشرقية، وحاليًا صدر قرار بتحويله كمشروع وطني على مستوى المملكة، ومنحت أمانة المنطقة الشرقية لفرع المركز في المنطقة قطعة أرض لبناء مقر جديد، والفرع الآخر في منطقة نجران، ملمحًا إلى أن لدى المركز حاليًا خطة إستراتيجية لمدة 5 أعوام، وقد انتقل المركز من مرحلة الحوار إلى مرحلة التواصل الحضاري، ويعمل المركز على مواءمة خطة المركز السابقة مع الخطة الجديدة.

الانعزال الموت الحقيقي

أشار الفوزان، إلى أن التواصل الحضاري فكرة غريزية وطبيعية في الإنسان داخل وخارج مجتمعه الواحد، وهدفه الاستفادة البشرية، لتشابك المصالح والمصالح المتبادلة فيما بين الجميع، ولا يمكن للإنسان العيش بمعزل عن الثقافات الأخرى، واصفًا الانعزال بـ«الموت الحقيقي»، فمن خلال التواصل الحضاري، وعبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية والثقافية، أسهمت في التخفيف من حدة التوترات، التي من الممكن أن تقود إلى حروب مدمرة وصراعات، فهو بشكل واقعي يخدم البشرية، حتى بات الإعلام مساعدًا للبشرية، والحوار والنقاش ضروريين في حياتنا المعاصرة، لافتًا إلى أن التبادل الثقافي أصبح في وقتنا الحالي أسرع من خلال وسائل الإعلام.