في فبراير، شهد البنك المركزي السعودي انخفاضا ملحوظا في صافي أصوله الأجنبية، الذي انخفض بمقدار 7.20 مليارات دولار أمريكي مقارنة بالشهر السابق. ووفقا للبيانات الصادرة عن البنك المركزي السعودي، انخفض صافي الأصول الأجنبية للبنك إلى 1.545 تريليون ريال (411.96 مليار دولار) من 1.572 تريليون ريال في يناير. ويمثل هذا انخفاضا بنسبة 4.9% على أساس سنوي في صافي الأصول الأجنبية لشهر فبراير.

في المقابل، كشفت البيانات الحكومية الصادرة، الخميس، عن اتجاه إيجابي في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة العربية السعودية. وشهد الربع الرابع من عام 2023 صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بلغت 13.1 مليار ريال (نحو 3.49 مليارات دولار أمريكي)، مسجلا زيادة كبيرة بنسبة 16% عن رقم الربع الثالث البالغ 11.4 مليار ريال (نحو 3.04 مليارات دولار أمريكي).

ووضعت المملكة العربية السعودية أهدافا طموحة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بهدف الوصول إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 كجزء من استراتيجية ولي عهد محمد بن سلمان الأوسع لتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد الكبير على صادرات النفط الخام. ومع ذلك، وعلى الرغم من النمو الملحوظ في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، فإن تحقيق هذه الأهداف لا يزال يشكل تحديا. مع صافي تدفقات بلغ مجموعها 11.4 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، لا يزال أمام المملكة العربية السعودية فجوة كبيرة لسدها للوصول إلى أهدافها الاستثمارية طويلة الأجل.

يؤكد الانخفاض في صافي الأصول الأجنبية للبنك المركزي إلى جانب النمو الإيجابي في الاستثمار الأجنبي المباشر على الديناميكيات المعقدة التي تشكل المشهد الاقتصادي في المملكة العربية السعودية. وفي حين أن الجهود المبذولة لجذب الاستثمار الأجنبي تبشر بالخير، فإن التحديات في الحفاظ على مستويات الأصول الأجنبية تسلط الضوء على الحاجة إلى استمرار الإدارة الاقتصادية واستراتيجيات التنويع لضمان الاستقرار والنمو على المدى الطويل في اقتصاد المملكة.