قام جيش الاحتلال بغارة جوية استهدف بها مخيما في باحة مستشفى بوسط غزة، مما أسفر عن مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة 15 آخرين، من بينهم صحفيون يعملون في مكان قريب.

وتحاول الولايات المتحدة وقطر ومصر التوسط في وقف آخر لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن منذ يناير واستؤنفت محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة ، دون توقعات تذكر بتحقيق أي انفراجة.

وتطالب حماس بأن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية.

وقد رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه المطالب وقال إن إسرائيل ستواصل القتال حتى تدمر قدرات حماس العسكرية والحكمية. لكنه يتعرض لضغوط متزايدة للتوصل إلى اتفاق من عائلات الرهائن، الذين انضم بعضهم إلى المظاهرات الحاشدة المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة ليحل محله.

فرار المدنيين

وقام مراسل إحدى الوكالات الأجنبية بتصوير الغارة وعواقبها في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث لجأ آلاف الأشخاص بعد فرارهم من منازلهم في أماكن أخرى من المنطقة التي مزقتها الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مركز قيادة لحركة الجهاد الإسلامي المسلحة، وزعم أن عمل المستشفى لم يتأثر.

وقد لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مستشفيات غزة منذ بداية الحرب قبل ما يقرب من ستة أشهر، حيث اعتبروها آمنة نسبيًا من الغارات الجوية. وتتهم إسرائيل حماس ومسلحين آخرين بالعمل داخل وحول المنشآت الطبية، وداهمت القوات عددا من المستشفيات.

رعب وإنقاذ

وتداهم القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، منذ ما يقرب من أسبوعين، فثلث مستشفيات غزة فقط تعمل بشكل جزئي، في حين أن الغارات الإسرائيلية تقتل وتجرح العشرات من الأشخاص كل يوم. ويقول الأطباء إنهم يضطرون في كثير من الأحيان إلى علاج المرضى في طوابق المستشفى لأن جميع الأسرّة مشغولة، والعمل دون مخدر وغيره من الإمدادات الطبية الحيوية.

وكان المصابون في الغارة يرقدون على أرضية مستشفى شهداء الأقصى

وقال فريق دولي من الأطباء الذين زاروا المستشفى مؤخرًا إنهم شعروا بالرعب من التأثير المروع للحرب على الأطفال الفلسطينيين. ويقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إن حوالي 9000 مريض بحاجة ماسة إلى الإجلاء إلى الخارج لتلقي الرعاية المنقذة للحياة.



معالجة الأزمة

وحذرت الأمم المتحدة وشركاؤها من احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة المدمر والمعزول إلى حد كبير في وقت مبكر من هذا الشهر.

ويقول مسؤولون إنسانيون إن عمليات التسليم عن طريق البحر والجو ليست كافية وإن على إسرائيل أن تسمح بتقديم المزيد من المساعدات عن طريق البر. وقالت مصر إن آلاف الشاحنات تنتظر. وأمرت المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بفتح المزيد من المعابر البرية واتخاذ إجراءات أخرى لمعالجة الأزمة.

تسع شاحنات

وذكرت رئيسة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، لشبكة سي بي إس إن البرنامج تمكن من إدخال تسع شاحنات فقط إلى غزة يوم الخميس، و«هذا لا شيء». وقالت: «لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو»، داعية إلى الوصول غير المقيد. «الناس سيموتون بخلاف ذلك، وهم يموتون بالفعل».

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 32782 فلسطينيًا استشهدوا منذ بدء الحرب، من بينهم 77 نقلت جثثهم إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وتقول إسرائيل إن أكثر من ثلث القتلى هم من المسلحين، رغم أنها لم تقدم أدلة تدعم ذلك، وتلقي باللوم على حماس في سقوط ضحايا من المدنيين لأن الجماعة تعمل في مناطق سكنية.

ونفى مسؤولو الصحة في غزة مرارًا المزاعم الإسرائيلية بأن النشطاء يعملون في المستشفيات.