الأذان والمقامات
شدد المضحي، على أن هناك علاقة كبيرة بين الأذان والمقامات، فالمقام بمثابة تعبير عن الحالة من الفرح والحزن والتأمل والانكسار والعاطفة، لذا نجد بعض المساجد التي تعتمد في آذانها على ثقافة ودراية، تبدأ لكل صلاة بمقام محدد، فعلي سبيل المثال صلاة الفجر تكون بأذان من مقام «الراست»، ذلك أن الراست طابعه استبشار، وحينما يختم يومه في صلاة العشاء يختمها بأذان من مقام الحجاز أو الصبا توديعًا وحزنًا لهذا اليوم الذي سيغادرنا، وبعض المساجد حريصة كل الحرص على هذا التنوع في المقامات، ليعطي كل فريضة حسها في الأذان، وليتأثر من خلالها المستمع.
خارطة طريق
رسم خبيران في الصوتيات والطبقات الصوتية، والمقامات، وهما: المهندس خليل المويل، وصابر المضحي، خارطة طريق لتطوير الأداء في صوت المؤذن، وتكونت الخارطة من 6 عناصر رئيسية، وهي:
01 - يتطلب امتلاك مخزون سماعي كبير، فالأذن تخزن كل ما تسمع في العقل الباطن، وهو أشبه بـ«الكتاب»، الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وعند الاستماع إلى مؤذنين من مختلف الألوان، كلما كسب المؤذن مهارة وتطور في الأداء.
02 - ضرورة معرفة مساحة صوتك، وكيفية استخدامه في مختلف الطبقات.
03 -الاعتماد على بعض العادات كالنوم الكافي، واختيار الطبقة المناسبة، وممارسة الرياضة اليومية، التي تساعد على إطالة النفس، بالإضافة إلى الأطعمة الصحية والبيئة المناسبة.
04 -الانخراط في البرامج التدريبية المتخصصة، التي من شأنها الإسهام في تطوير صوت المؤذنين، وهي: التدرب على مخارج الحروف، فهي تساعد بشكل كبير على جودة الأداء الصوتي وجمال سماعها.
05 -الالتحاق بدورات وتدريبات الأداء الصوتي «الفوكاليز»، فهي تساعد على زيادة مساحة الصوت وزيادة قوته.
06 -إتقان تلاوة القرآن الكريم، وأحكام التجويد، إذ إن ذلك ينعكس إيجابا على المؤدي للأذان، ويصبح أكثر إتقانًا.
التنفس والحنجرة
أضاف المويل، أن الأذان، هو أداء صوتي، وهناك أصوات أذان جاذبة، ومتنوعة، وبمقامات مختلفة في بعض مساجد الدول، وكل منطقة لها طريقة معينة في الأذان، كمقام الحجاز في بعض المناطق والدول، فهو يتصف بالروحانية والشجن، وهناك دول لها أساليب أدائية كاستخدام مقام البياتي بأسلوب مقام الدشت، مشددًا على ضرورة التنفس، وإجراء تمارين تنفس، للوصول إلى أداء جيد، وتمارين معينة لتطوير الحنجرة من أسفل الحنجرة في الحلق إلى الشفتين.